قواعد محو الأمية المالية... مختصر لدروس في عالم المال يقضي الناس عمرهم بتعلمها
يمكن وصف بعض الأشخاص في مجتمعاتنا أنهم "أميون ماليًا"، وهذا لا يعني بالضرورة أنهم متخلفون في مناحي الحياة الأخرى، فقد تجد أحد الموظفين أو المعلمين أو الخريجين الجامعيين ينطبق عليهم هذا المصطلح بحذافيره.
على أي حال فكما يوجد مبادئ وخطوات لمحو الأمية اللغوية، يوجد مثلها أيضًا لمحو الأمية المالية، وقد سردها أحد الخبراء والمستشارون الماليون في مقالٍ على موقع "أسرار المال".
أولًا: التفريق بين الأصول والخصوم
على بساطة هذه القاعدة، تجد عموم الناس يجهلونها، ولهذا يعانون ماليًا ويسقطون فريسة الديون والإفلاس والفقر. إن الأصول هي كل ما يضع المال في جيبك، وبمعنى آخر هي كل أنواع مصادر الدخل، أمّا الخصوم والتي تسمى أيضا بالالتزامات، فهي الأشياء التي تُخرِج المال من جيبك وبمعنى آخر هي كل أنواع النفقات والمصاريف. وهكذا فإن مقدار الثراء المالي يكون بقدر العوائد التي تحققها لك الأصول مقارنة بقدر المصاريف الناجمة عن الخصوم.
كلما وجهت المال إلى شراء الأصول، كلما زادت عوائدها وكلما زاد التدفق المالي. ولكن يزداد نموك المالي فقط بقدر تفوُّق هذا التدفق المالي على نزيف النفقات والمصاريف. وفي الجانب الآخر، نجد الأشخاص الذين لا يستثمرون في الأصول ويتجهون دائما لشراء الكماليات والرفاهيات كلما سمح دخلهم، هم أكثر عرضة للوقوع في الديون والأزمات المالية.
لعل هذه القاعدة جعلتك تستنتج أن الأمر لا يتعلق بكون الشخص ثريًا في الوقت الحالي أم لا، فطالما أنه يمتلك عقلية استهلاكية بحتة سينتهي به المطاف في أوضاع مالية سيئة.
ثانيًا: إدراك أن الوظيفة لوحدها لن تُحقِّق الثروة
إن قضاء عمرك في الكدح في الوظيفة للحصول على المال والذي سيتسرب من يديك بنفس سرعة حصولك عليه هو دلالة على الجهل المالي.
مهما ارتقيت في وظيفتك، فسيأتي يوم تصبح فيه عجوزًا بلا فائدة، فيجب تغييرك! الوظيفة في الحقيقة هي ورقة التوت التي يستر بها الكسالى عورة عجزهم عن الكسب من مصادر الرزق الواسع. ولكنها يمكن تكون ذكاءً إذا كانت مؤقتة ومرحلة انتقالية وبأهداف غير مالية (كالخبرة مثلا). ثم تركها لشخص آخر يبدأ منها حياته، لينطلق نحو أمور وآفاق أوسع.
بينما تسعى الأغلبية الساحقة إلى تسلق السلم الوظيفي؟! تُحاول قِلّة قليلة امتلاك السلم كله. فإلى أي فئة تنتمي أنت؟
ثالثًا: تعلَّم كيف تجعل المالَ يعمل لأجلك
الإشكالية المالية لدى عامة الناس هي أنهم يتعلمون المهارات التي تمكنهم فقط من العمل لأجل المال، بينما لا يتعلمون كيف يجعلون المالَ يعمل لديهم. لذلك فإن أول خطوة ينبغي عليك القيام بها هي البدء بالتعلم والاطلاع على عالم الاستثمار.
لن تحتاج إلى معارف اقتصادية معقّدة لتنجح في الاستثمار، ولكن لا تقفز في المجهول على أمل الربح السريع، ولا تستثمر أموالك في أمور لا تفهم فيها إطلاقا. في الواقع، إن الاستثمار بذكاء وحِكمة ليس بالأمر السهل، إلا أنه يمكنك استثمار مالك لو تحلّيت بالصبر واكتسبت المعرفة والمهارات اللازمة.
قد لا تملك المال الآن، لكنك تملك وقتك وقد تملك الكثير منه، وأنت حر في أن تصنع به ما تشاء، والأفضل لك أن تستثمره في تعلَّم قواعد وقوانين المال، وتعلَّم ما يفيدك في زيادة دخلك وفي زيادة قدرتك على الاستثمار.
إن الطريق إلى الحرية المالية ليس سهلا، فبمجرد أن تخطو أولى خطواتك على هذا الطريق، ستقابل عائقًا تلو العائق. يُصاب الكثير من الناس بالإحباط ويستسلمون سريعًا، بينما يقاوم الآخرون لفترة ولكن دون نتائج، ثم يستسلمون بعدها. إن القلة المثابرة فقط هي التي يمكنها التقدُم وتحقيق طموحاتها المالية.