مشروع طريق الحرير الروسي يحصل على موافقة التمويل
كشف بنك التنمية الأوراسي عن استعداده لتمويل مشروع طريق "المريديان السريع" المعروف أيضًا باسم "طريق الحرير الروسي"، والذي يعد جزءا من مشروع لبناء طريق نقل دولي بين أوروبا وغرب الصين.
الجدير بالذكر أن "المريديان السريع" هو طريق نقل سريع يمتد لمسافة حوالي 2000 كيلومتر من حدود كازاخستان عبر الأراضي الروسية إلى بيلاروس. وهو أيضًا جزء من مشروع لبناء طريق نقل دولي بين أوروبا وغرب الصين، والمقطع الروسي يسمى المريديان.
في هذا الصدد، أكد بنك التنمية الأوراسي في بيانٍ نشره يوم الخميس الماضي، أنه على استعداد للعمل كمقرض ومنظم لتمويل طريق "المريديان السريع" وذلك كجزء من بناء طريق نقل دولي بين أوروبا وغرب الصين.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بهذا الشأن بين بنك التنمية الأوراسي والشركة القابضة الروسية، وذلك خلال انعقاد الكونغرس الأوراسي.
ووفقا للبيان فإن طريق "المريديان السريع" سيختصر المرور عبر مدن كبيرة، ومن المفترض أن يمر عبر ثماني كيانات في روسيا، وسيتراوح طول الطريق من 1300 إلى 2021 كم.
ما التكلفة التقريبية لهذا المشروع؟
وفقا للمعطيات الأولية فإن تكلفة الطريق السريع ستتراوح ما بين 420 - 430 مليار روبل (حوالي 6 مليارات دولار).
ومن المخطط أن يتم نقل بضائع عبر الطريق من 6.1 إلى 11.5 مليون طن في السنة بحلول العام 2035، وسيشكل الترانزيت حوالي 11% من هذا الرقم. والحجم المتوقع لحركة المرور على الطرق يصل إلى 12 ألف سيارة لكل يوم.
وسيشكل الطريق جزءا من تعاون واسع بين الصين وروسيا اللتين تعملان معا على إنشاء هذا الطريق ليكون بمثابة ممر روسي بين الصين وأوروبا لتسريع وتيرة نقل البضائع بين أوروبا والصين.
طريق الحرير الصيني:
تمتلك الصين أيضًا مشروعًا مشابهًا بالاسم لكنه أكثر تطلعًا من مثيله الروسي، إذ أن المشروع الصيني يبدأ بشكل أساسي من العراق.
ويرى الخبراء أن هدف الصين الحقيقي في العراق هو إحياء مشروع "الحزام والطريق"، حيث يسعى العراق إلى أن يكون نقطة ربط رئيسية في طريق الحرير الجديد، ويخطط لتوسيع موانئه البحرية وتجديد خطوطه البرية، من أجل كسب مردودات إيجابية.
وتتركز أهمية العراق الاستراتيجية بالنسبة للصين من ناحية وجوده على رأس الخليج العربي، وما يمثله من حلقة وصل بين المنطقة العربية وجوارها الشرق أوسطي، مثلما يصل إيران ودول الخليج بأوروبا عبر تركيا، وهذا ما جعل الصين تصوّب سياستها نحو العراق لضمه إلى مشروع "طريق الحرير".
ويرى أستاذ الجغرافيا السياسية المساعد الدكتور "مثنى المزروعي" بأن إحياء طريق الحرير بدأت به الصين عندما أطلق الرئيس الصيني "شي جين بينغ" عام 2013 وأفصح عن إستراتيجية الحزام والطريق، وهذه الإستراتيجية هدفها الأساسي هو إحياء الطرق البرية والبحرية التي كانت تتخذها الصين ممرات للوصول إلى قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوروبا.