إلغاء دعم المازوت لبعض العوائل في حلب تحت ذريعة أسباب واهية
فُوجئت بعض العائلات في حلب ممن لم يتمكّنوا من استلام مخصصاتهم من المازوت المنزلي المدعوم في اليوم الذي حدده أصحاب الصهاريج للتسليم، بحرمانهم من تلك المخصصات وإظهار كلمة "مُلغى" على أيقونتها الموجودة ضمن تطبيق البطاقة الذكية "وين".
وكما صرّح مواطنون قال موقع "أثر بريس" إنه التقى معهم، فإن قرار محافظة حلب بتوزيع مخصصات المـازوت المنزلي المدعوم على الأسر الحلبية عبر "البيدونات" وفرض ذهاب الأهالي إلى الصهريج المخصص لنقل المازوت إلى منازلهم، أسفر بالنتيجة عن عدم تمكّن بعض أرباب الأسر من الحصول على المخصصات.
وبرر الناس عدم تمكنهم من استلام المخصصات فورًا بأسبابٍ يتقدّمها تعذّر ترك عملهم، والعودة إلى منازلهم لإحضار "البيدونات" والتوجه إلى مكان الصهريج، وخاصة من يعملون في مناطق بعيدة عن مكان إقامتهم، علماً أن رسالة المازوت قد تأتي في أي لحظة دون سابق إنذار، مما يصعب على رب الأسرة اتخاذ احتياطاته لناحية البقاء في المنزل.
وفي ظل تلك المعطيات، التي يُضاف إليها أحيانًا عدم وجود مساند للأب يستطيع أن ينوب مكانه في الذهاب إلى الصهريج، تصبح مسألة الحصول على المازوت في اليوم ذاته شبه مستحيلة، وهو ما حدث بالفعل مع العديد من العائلات الحلبية.
يقول عدد ممن لم يتمكنوا من الاستجابة الفورية لرسالة المازوت: "رغم عدم تمكننا من الذهاب في اليوم ذاته إلى (سيادة صاحب الصهريج)، إلا أننا لم نفقد الأمل بالحصول على مخصصاتنا من خلال ميزة إعادة طلب المادة عبر تطبيق وين على غرار آلية توزيع أسطوانات الغاز، إلا أن المفاجأة تمثّلت بوجود كلمة ملغى على أيقونة مخصصات المازوت، ما يعني أننا بتنا محرومين من الحصول حتى على تلك الكمية الضئيلة من المازوت المدعوم فقط لأن الصهريج غير معني بالعودة إلى منطقتنا مرة ثانية".
آلية توزيع المازوت الفاشلة هي السبب الرئيسي:
يشير مواطنون إلى أن آلية توزيع المخصصات التي أقرّتها المحافظة هي السبب الرئيسي لما يجري، منوّهين بأنه لو كانت الآلية تعتمد على إيصال المازوت إلى منازل الأهالي مباشرة، لما حدث ذلك الأمر، لأنه على الأقل كان بإمكان أي شخص موجود في المنزل أن يتعامل مع صاحب الصهريج ويدله على خزان المازوت الموجود سواء داخل المنزل أو على سطح البناء.
واقتبس المواطنون في تعليقاتهم جملة "اللي حضر حضر والما حضر راحت عليه"، كعنوان عريض لعملية توزيع مخصصات المازوت المدعوم في حلب، مطالبين الجهات المعنية في المحافظة بإيجاد حل سريع لتلك المشكلة، خاصة مع دخول موجة البرد القارس الجديدة وصعوبة شراء المازوت من السوق السوداء في ظل أسعاره المرتفعة التي باتت تقارب 3500 ليرة سورية لليتر الواحد، وهو السعر الذي ما يزال يرتفع بشكل تدريجي مع كل انخفاض جديد يُسجّل على درجات الحرارة.