حتى لا تهدر حياتك وراء الوهم... أكاذيب عن الثروة وجمع المال لا تصدقها

كثير من الذين يعطون النصائح المالية ورواة قصص النجاح، يتحدثون للناس بما يرغب الجمهور بسماعه، ويخفون الواقع لأنه لن يكسِبهم التأييد الشعبي؛ فنتج عن ذلك انتشار مفاهيم خاطئة في المجتمع تسببت بأن يهدر البعض حياتهم في السعي وراء الوهم.

في السطور التالية تصحيح لمفاهيم خاطئة تداولها الناس حول فكرة تكوين الثروة وجمع الأموال...

1-الثروة فرصة متاحة للجميع:

يخرج بعض المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ليخبروك أن المال الوفير والثراء فرصة متاحة للجميع، ثم يدعمون كلامهم بقصص أناسٍ جمعوا ثروتهم من الصفر، وكل ما يتطلبه الأمر هو كذا وكذا.

يسمع الإنسان ذلك الكلام الذي لا يغدو كونه إنشاءً وخطابًا فيشعر بالضياع، ثم إذا تشربه عقله وصدقه يبدأ بالتقليد الساذج لقصص نجاح الآخرين لعله يصل إلى نفس الطريق.

في الواقع إن النجاح المالي والعيش بمستوى حياة كريم هو حق للجميع، وهو فرصة من المفترض أن تكون متاحة للجميع في ظل نظام اقتصادي سليم. لكن الثراء كان وما زال حكرًا على أقلية من المجتمع، وأبسط مفاهيم الاقتصاد تخبرك أن الناس لا بد أن يكونوا طبقات منهم الغني ومنهم الفقير ومنهم بين هذا وذاك، وإلا فلن تقوم للبشر حضارة ولن تحدث تجارة.

أما السعي الأعمى وراء الثروة فهو ضياع، لأنك غالبًا لن تكون بين أولئك الأثرياء الذين يُعدون أقلية في كل أمة، بل إن اعتبار المال بحد ذاته كهدف هو خطأ جسيم بحق حياتك ووقتك.

2-المال يأتيك حين تعمل بجد وتتعب:

في عصرنا الحالي فإن أفضل وسيلة للحصول على المال ليست العمل لساعات طويلة بأقصى طاقة ممكنة، لكن الأمر يتعلق ببساطة بإمكانية إضافة قيمة للمجتمع.

على سبيل المثال، فإن عامل تنظيف الصحون في أحد المطاعم مهما تعب لن يحصل على راتب طبيب جراح في أحد المشافي؛ والسبب ببساطة هو فرق القيمة التي يقدمها كل منهما للمجتمع.

ذلك لا يعني أن الذين يعملون بوظائف تقليدية لا فائدة منهم، على العكس فإن عجلة الإنتاج والاقتصاد لن تدور إلا بهؤلاء، لكن الحصول على المزيد من المال يتعلق بكونك ترسًا كبيرًا في هذه العجلة.

لذلك نرى أن أغنى أثرياء العالم هم أصحاب شركات أو مشاريع قدموا مفاهيم ثورية من شأنها أن تغير العالم بأجمعه وتصل به إلى مكانٍ آخر، وهذا سبب ثرائهم على الرغم من أنهم قد لا يتعبون كما يفعل عامل البناء أو المدرس.

3-المشاريع الخاصة هي الأفضل أما الوظائف ستجعلك فقيرًا:

ندرك جميعًا أن صاحب شركة ناجحة أو مالك محل تجاري مزدهر في وسط البلد يكسب المال أكثر من موظف يعمل 8 ساعات في اليوم مهما ارتقت رتبته الوظيفية؛ لكن ما لا يدركه الناس أن الجميع ليس مؤهلًا لبدء مشاريع خاصة ولن يقودهم ذلك إلا للإفلاس والضياع، فالبعض منا بالفعل لا تناسبه إلا وظيفة بدوام ثابت وراتب شبه ثابت.

4-المال يعني حياة هنيئة:

لا بد أن عبارات مثل "المال لا يجلب السعادة" أصبحت مكررة ومبتذلة، لكن إذا أردنا إعادة صياغة هذه العبارة بشكل صحيح فلعلنا نجعلها "المال وحده لا يجلب السعادة".

في الواقع إن المال هو شرط هام للغاية من أجل حياة هنيئة وسعيدة، لكنه لا يكفي بحد ذاته لتحقيق هذه الوظيفة. حتى يحقق المال لصاحبه السعادة فإن الأمر يتطلب عقلية تفهم المال وتعرف كيف تتعامل معه وتوظفه بدل أن تكدسه.

 فإذا كانت حياتك بلا أهداف سامية، وكنت لا تمتلك سوى تطلعات متعلقة بالرفاهية والبزخ، فإن المال لن يجلب لك السعادة ولا الهناء مهما اكتسبت منه.