شروط ومؤهلات الحصول على عمل في المستقبل... بعضها ينسف مفاهيم تقليدية حملناها

في زماننا الحاضر أو في الماضي القريب كان هناك بعض الثوابت الهامة للحصول على عملٍ بدخلٍ جيد؛ مما دفع الناس إلى إدراكها والسعي الجاهد وراءها. لكن سوق العمل يحمل ما هو مشابهٌ لمبدأ العرض والطلب، لذلك علينا أن ندرك أن مؤهلات العمل في المستقبل لن تكون كما هي عليه الآن.

أولًا: في المستقبل من السهل إيجاد عمل إذا كنت صاحب حرفة

لعلنا أدركنا أن العالم امتلئ بحملة الشهادات الجامعية وأصحاب الخبرات المكتبية والعلمية، لكن ما غاب ذهن الكثير منا أن ذلك ولّد نقصًا وطلبًا متزايدًا على أصحاب الحرف.

لذا، يتوقع الخبراء أن أصحاب الحرف والمهن التقليدية سيكون لهم أولوية جيدة في المستقبل عند البحث عن عمل، لكن ذلك لا ينفي أن بعض الحرف قد تنقرض أو تحمل مفهومًا مختلفًا بسبب تطور التكنولوجيا.

ثانيًا: قابلية التفكير الناقد وحل المشاكل

قد لا تتطلب الوظائف الحالية في الحاضر أكثر من إتقان مهمة أو مجموعة مهام معينة وتكرارها بشكل صحيح كل مرة، لكن مع تطور الروبوتات والذكاء الاصطناعي فلن يستمر الأمر على ما هو عليه.

ستسيطر أنظمة الذكاء الاصطناعي على أغلب الوظائف الروتينية، في المقابل ستظهر مجموعة جديدة من الوظائف التي تتطلب قدرة فذة على التفكير الناقد وخلق الحلول على نطاق واسع. على سبيل المثال: قد تتطلب مشكلة واحدة معرفة في الإدارة المالية والتكنولوجيا والقانون على حدٍ سواء.

ثالثًا: تعدد اللغات قد لا يكون أفضلية في المستقبل

يُعتبَر الشخص الذي يتقن لغات عديدة في زماننا الحالي عبقريًا وعملة نادرة، لكنه للأسف قد لا يحافظ على أفضليته في المستقبل، لأن العالم أجمع يتجه للتفاهم بعدد أقل من اللغات يتقنها الجميع (الإنجليزية على سبيل المثال).

 رابعًا: الشهادة الجامعية قد تفقد أولويتها في مجال العمل

يتوقع البعض أن تتحول الشهادة الجامعية إلى أداة أكاديمية تفيد في المجالات العلمية والأبحاث أكثر من كونها مفتاحًا لدخول سوق العمل. في المقابل، سيطلب سوق العمل نوعًا آخر من الشهادات تكون عبارة عن إثبات خبرة أو شهادة إتقان مجال معين، ويتوقع أن تعطي هذه الشهادات مؤسسات عالمية لها مراكز في جميع الدول (مثلًا: شركة ADOBE تعطي شهادة في مجال التصميم تصبح اعترافًا قويًا أن صاحبها متقن لعمله).

خامسًا: امتلاك الذكاء العاطفي ومهارات التواصل

يفقد البشر منذ الآن مهارات التواصل والذكاء العاطفي تدريجيًا، وذلك بسبب العزلة التي تفرضها التقنية. لذلك سيكون امتلاك هذه المهارات ميزة كبيرة تتطلبها الشركات في المستقبل، وهي فائقة الأهمية في مجالات لا تحصى مثل التسويق والتجارة والتمريض والرعاية الطبية والمحاماة والإعلام والسياسة.