تقرير دولي يبين عمق أزمة المياه في سوريا... 50% من الأنظمة لا تعمل

نشرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقريرًا في مطلع تشرين الأول 2021، قالت فيه إن سوريا أصبحت اليوم تعاني من نقص في مياه الشرب بنسبة 40٪ عما كانت عليه قبل الحرب.

وبحسب التقرير فإن الحرب أدت إلى تراجع إمكانية وصول السوريين إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الوصول إلى المياه الصالحة للشرب؛ فقبل عام 2010 كان 98٪ من سكان المدن و92٪ من المجتمعات الريفية في سورية يتمتعون بالوصول الآمن لمياه صالحة للشرب.

أما اليوم ونتيجة تداعيات الحرب المباشرة وغير المباشرة "فإن 50٪ فقط من أنظمة المياه في البلاد تعمل بشكل طبيعي" بحسب التقرير.

ويرجِع التقرير أسباب أزمة المياه إلى ظروف متعددة ومعقدة، لكنها ناجمة بالمجمل عن تداعيات الحرب حيث تضررت أنظمة مياه الشرب ولم يتم إجراء الصيانة المناسبة لها بسبب نقص الموظفين والفنيين إلى حدود 40% وتراجع إمدادات الكهرباء المطلوبة لضخ المياه بنسبة 60٪ إلى 70٪.

الموارد المائية السورية في وضعٍ حرج... نصفها نابع من الخارج والمناخ مشكلة أخرى:

تشكل المياه العابرة أكثر من 60 % من مصادر المياه في سوريا بحسب وزير الموارد المائية "تمام رعد"، الذي بين في كلمة له أمام المنتدى العربي الخامس للمياه في دبي، أيلول الماضي، أن هذه الكمية تخضع للتحكم من الخارج ولاسيما من قبل الحكومة التركية التي تتحكم بمرور مياه نهري دجلة والفرات ورافده الخابور.

إضافةً إلى ذلك لدينا تأثير الظروف المناخية وتراجع كميات الهاطل المطري السنوي التي شهدتها المنطقة، والتي فاقمت تردي الوضع المائي في سوريا وأدت إلى تراجع الإنتاج الزراعي ولاسيما محصول القمح الذي يشكل عماد الأمن الغذائي للبلاد.

وكانت الحكومة أطلقت على العام الجاري شعار "عام القمح"، لكن انحباس الأمطار وتراجع كمياتها بنسبة الثلث تقريباً عن عامي 2019 و2020 حسب الإحصائيات الرسمية للمديرية العامة للأرصاد الجوية، وخصوصاً في محافظات الإنتاج الزراعي كحمص وحماه والرقة والحسكة والسويداء ودير الزور، أدى إلى خروج مساحات كبيرة من الزراعات البعلية من الإنتاج وكذلك تراجع المساحات المروية بنتيجة انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات.

وتظهر أرقام الهطولات المطرية التي نشرتها الأرصاد الجوية السورية نهاية الموسم المطري في 20 حزيران 2021 أن معظم المناطق السورية لم تصل فيها نسب الهطول إلى المعدل السنوي وتراجعت بشكل حاد مقارنة بالعام الماضي (حمص 379 ملم عام 2021 مقابل 512 ملم عام 2020، والحسكة 145 ملم مقابل 337 ملم 2020، وحلب 182 ملم مقابل 309 عام 2020، ودير الزور 52 ملم مقابل 177 العام الفائت).