ارتفاع كبير في مستويات الجوع والفقر في سوريا وفق بيانات أممية حديثة

أطلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "WFP"، تحذيراتٍ شديدة اللهجة، من أن انعدام الأمن الغذائي في سوريا بلغ أعلى مستوى له منذ عام 2011، وأن هناك نحو 12.4 مليون شخص في البلد لا يعرفون من أين ستأتي وجباتهم الغذائية.

ويمثل ذلك زيادة حادة من 9.3 ملايين شخص كانوا يعانون انعدام الأمن الغذائي في شهر أيار من العام الماضي.

وأفادت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي "جيسيكا لوسون" لوكالة أنباء أجنبية أنّ "المزيد من السوريين ينزلقون الى براثن الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي أكثر من أي وقت مضى". وتابعت "من المثير للقلق أن الوجبة الأساسية أصبحت الآن بعيدة عن متناول غالبية العائلات".

تضخم لا يتوقف لأسعار السلع في الأسواق السورية:

تأتي بيانات الأمم المتحدة تلك بينما تشهد أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية المختلفة في الأسواق السورية، منذ مطلع تشرين الثاني الجاري، ارتفاعًا قياسيًا بوتيرة متسارعة تصل إلى 1.5% يوميًا و10.5% أسبوعيا لأكثر السلع، في حين تتفاوت هذه النسب صعودًا وهبوطا باختلاف المواد ومستوى العرض والطلب عليها.

وقد أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك يوم 27 تشرين الأول الماضي نشرتها لأسعار المواد الأساسية التي شهدت معظمها ارتفاعا ملحوظًا بنسب تتراوح بين 3% و20%، بحسب المواد المتعددة.

ولو أراد المواطن السوري شراء كيلوغرام واحد من كل سلعة من هذه المواد لكانت التكلفة 84 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نحو متوسط الراتب الشهري للموظف الحكومي الذي يبلغ 90 ألف ليرة (25 دولارا)، وأقل من أدنى مستوى للأجور في القطاع الخاص والمحدّد بـ 74 ألف ليرة سورية في الشهر.

أما في الأسواق، فلا شك أن الأسعار الفعلية للمواد في المتاجر تفوق النشرة الحكومية بنسبة ارتفاع من 5 إلى 25%، في حين تختلف هذه الأسعار من منطقة إلى أخرى، بل من محل إلى آخر.

ففي حين كان سعر كيلو السكر في النشرة 2500 ليرة سورية، فإنه في السوق بلغ 3 آلاف ليرة، وبينما كان سعر لتر زيت دوار الشمس في النشرة 8500 ليرة، فإنه وصل في السوق إلى 11 ألفا؛ وعلى هذا المنوال يمكن قياس الارتفاع في مختلف المواد المذكورة في النشرة الخاصة بوزارة التجارة الداخلية.

أما عن مصادر البروتين المختلفة من لحوم حمراء وبيضاء وبيض، فيمكن القول إن مجرد التفكير في شرائها بات بعيدًا عن المنطق، حيث بلغ سعر كيلو لحم العجل 24 ألف ليرة، أما سعر كيلو لحم الغنم فوصل إلى 30 ألف ليرة، في حين وصل سعر صحن البيض (20 بيضة) إلى 13 ألف ليرة، أما أسعار لحوم الدجاج المختلفة فتراوحت ما بين 5700 و13700 ليرة؛ وهي بالنسبة للموظفين في القطاعين العام والخاص أسعار فلكية لا تتناسب مع قيمة رواتبهم.

والجدير بالذكر أن أسعار السلع ارتفعت بنسبة 107% منذ منتصف عام 2020 وتضاعفت هذه النسبة مع اقترابنا من نهاية العام الجاري.