سوريا في عين العاصفة... تقرير يحذر من بلدان ستصبح غير قابلة للعيش لأسباب مناخية

حذر موقع Middle East Eye البريطاني مما قال إنه "خطرٌ مروع يهدد سكان الشرق الأوسط" وذلك فيما يتعلق بالمناخ؛ بدايةً من حرائق الغابات الكارثية في الجزائر، والفيضانات المدمرة في تركيا، إلى التلوث السام في لبنان وإيران، والجفاف المنتشر في العراق وسوريا.

وقال "جوس ليليفيلد"، الخبير في مناخ الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في معهد ماكس بلانك، إن الشرق الأوسط قد تجاوز الاتحاد الأوروبي في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، موضحًا أنه "يتأثر بشدة وبشكل خاص بالتغير المناخي".

ولا يخفي الخبراء قلقهم من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المنطقة، حيث أصبحت أكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية.

وعرض التقرير سلسلة من الكوارث التي تهدد منطقة الشرق الأوسط جراء التغيرات المناخية، التي بدأ بعضها بالفعل في الحدوث، وكيف يمكن أن تؤدي هذه الكوارث إلى اختفاء مدن أو جعل بلدان غير صالحة للسكن.

وذكر التقرير أن بعضًا من أكبر وأعرق مدن المنطقة مهددة بالغرق، مشيراً إلى أن المدن الساحلية في مصر والعراق قد تغمرها المياه بالكامل بحلول عام 2050، نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر.

وضاعفت الأبحاث التي أجرتها منظمة Climate Central الإخبارية الأمريكية غير الربحية التقديرات الأولية لتأثر دول العالم بارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات الساحلية ثلاث مرات.

وتشير بيانات المنظمة إلى أن البصرة، ثاني أكبر مدن العراق، قد تتعرض للغرق جزئيًا نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر، الأمر الذي قد يؤدي إلى نزوح الآلاف من منازلهم.

وتظهر الأبحاث أيضاً أن مدينة الإسكندرية المصرية قد تغرق، وهو ما يُضاعف المخاوف من أن أجزاء من المدينة قد تغرق بالفعل بسبب ارتفاع منسوب المياه.

مناطق بأكملها قد تصبح غير صالحة للسكن بسبب ارتفاع درجات الحرارة:

لفت التقرير أيضاً أن بلدانًا في المنطقة لن تصبح صالحة للسكن بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حيث سجلت أربع دول في الشرق الأوسط درجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية، في حزيران عام 2021.

وشهدت هذه الدول الأربع (سلطنة عمان وإيران والكويت والإمارات)، درجات حرارة تعادل أو تتجاوز أعلى الأرقام المسجلة.

وأشارت دراسات إلى أن هذه الحرارة الشديدة تزداد وتيرتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وعام 2020، أشارت دراسة نُشرت في دورية Science Advances إلى أن أجزاءً من الشرق الأوسط، وخاصةً الخليج، قد تصبح غير صالحة للسكن البشري إذا استمرت هذه الارتفاعات الحالية في درجات الحرارة.

وقال "جوس ليليفيلد"، الخبير في مناخ الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في معهد ماكس بلانك: "إذا لم يتغير شيء فقد تتعرض المدن في الشرق الأوسط لدرجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية في المستقبل، وهو ما سيكون خطيرًا بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى مكيفات الهواء".

الجفاف في سوريا والعراق كارثة تضعهما في عين العاصفة:

لفتت منظمات إغاثية في آب عام 2021، إلى أن الجفاف يعرض حياة أكثر من 12 مليون شخصًا في العراق وسوريا للخطر. وما يفاقم المصيبة أكثر أن أهل تلك المناطق لن يكونوا قادرين على الهجرة أو التأقلم مع الظروف الجديدة بسبب أوضاعهم الاقتصادية المتردية للغاية.

ونبّهت 13 منظمة إغاثية في بيان مشترك إلى خطر حدوث "كارثة" في ظل ارتفاع درجات الحرارة والانخفاض القياسي في هطول الأمطار والجفاف الذي قد يطول مياه الشرب ومياه الري والكهرباء حين تجف مياه السدود.

ووفقاً للأمم المتحدة، تواجه سورية أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاماً، فيما يواجه العراق ثاني أشد موسم جفاف منذ 40 عاماً، نتيجة انخفاض معدل هطول الأمطار.

من جهة أخرى، يشير التقرير إلى أن ما سماه "عقد من الصراع في سورية"، حوّل سواحلها إلى مبعث قلق بيئي رئيسي، وذلك وفقاً لدراسة أجرتها منظمة PAX، وهي منظمة هولندية لبناء السلام، في تشرين الأول 2021.

وقالت المنظمة إنَّ حالات التسرب من الناقلات الراسية وخطوط الأنابيب تحت المياه وأنظمة الصرف الصحي قد حوَّلت الساحل السوري إلى "بؤرة تلوث رئيسية مرتبطة بالصراع".

وبالرغم من اشتعال الحرائق في الإقليم تاريخياً، إلا أنه في عام 2021، أدَّت الحرارة الشديدة إلى احتراق مساحة شاسعة من المنطقة تمتد من الجزائر في الغرب مروراً بتركيا ولبنان وسورية في الشرق.

واجتاحت مئات الحرائق خلال العامين الماضيين أرجاء لبنان والمناطق الساحلية المرتفعة في سورية خلال موجات الحرارة في الصيف، ما أجبر مئات الأشخاص على إخلاء منازلهم.