في ذهنك فكرة لمشروع ناجح... هل من الحكمة طلب التمويل من العائلة والأصدقاء؟
الحصول على التمويل هو التحدي الأبرز عند التفكير في أي مشروع ناشئ؛ قد يعمد البعض إلى حل هذه المشكلة عن طريق القروض، ويذهب آخرون لعرض مشروعاتهم على ممولين أو مستثمرين، بينما تفضل شريحة أخرى من الناس الحصول على الدعم المالي من العائلة والأصدقاء... فما هي الطريقة الأفضل للحصول على التمويل؟
لو بدأنا بالحديث عن القروض المصرفية، فهي تعد مصدرًا شهيرًا للتمويل بالنسبة للأنشطة التجارية التقليدية، التي تحقق تدفقًا نقديًا ثابتًا، ولكن على الجانب الآخر تمثل القروض تحديًا بالنسبة للشركات الناشئة، لأن أصحاب هذه الشركات سيكون عليهم سداد مبلغ القرض، سواء نجحت أعمالهم أو فشلت، مع الوضع في عين الاعتبار أنما يتجاوز 90% من الشركات الناشئة تفشل.
لهذا السبب يلجأ أغلب أصحاب المشاريع من أجل تمويل أعمالهم إلى مدخراتهم خلال المراحل الأولى، لكن إذا لم تكفِ المدخرات لتغطية تكاليف المرحلة الأولية من العمل، فسيتعين عليهم حينئذ جمع الأموال، وتكمن المشكلة في هذه الحالة أن من الصعب جمع الأموال خلال هذه المرحلة من المستثمرين الملائكة، وصناديق رأس المال الاستثماري.
يعود ذلك إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر خبرة بكثير مما مضى، ويعلمون جيدًا أن الاستثمار في الشركات والمشاريع الناشئة التي لا تزال في مراحلها الأولى ينطوي على مخاطرة كبيرة، ويرغب المستثمرون قبل وضع أموالهم في أية مشروع، أن يروا أولاً أي مؤشر على أنه يمضي في المسار الصحيح ويحقق نجاحًا في السوق. فيجعل ذلك من الصعب على رواد الأعمال إيجاد مصدر لتمويل شركاتهم ومشاريعهم في المراحل المبكرة.
المستثمر الملاك (بالإنجليزية: Angel investor): هو شخص ثري يقدم رأس المال للشركات الناشئة غالباً مقابل سندات قابلة للتحويل أو حصص في المشروع. يقوم أحياناً عدة مستثمرين ملائكة بالتجمع معاً لتشكيل مجموعة استثمارية يشتركون فيها بالاستثمارات والبحوث.
الأصدقاء والعائلة كمصدر للتمويل... قد يكون ذلك بالفعل الخيار الأفضل:
في النهاية، يتمثل الخيار الوحيد أمام صاحب المشروع في هذه الحالة أن يطلب الحصول على تمويل من أصدقائه وعائلته. فعلى عكس المستثمرين الذين يريدون ضمان تحقيق عائد على استثماراتهم، فإن أسرة رائد الأعمال، وخاصة والديه، لن يهمهم الأرباح فقط، ولكن نموه الشخصي أيضًا.
وبالتالي، فحتى لو لم يحقق المشروع عائدًا، فإن اكتساب رائد الأعمال خبرة بسببه، تمكنه من بناء شركة ناشئة ناجحة من الصفر في المستقبل، يعد في حد ذاته نجاحًا بالنسبة لوالديه، على عكس المستثمرين الذين لا يهمهم سوى النتائج الملموسة المتمثلة في العائد.
لكن على الجانب الآخر، إذا لم يكن الأصدقاء والعائلة على وعي تام بمخاطر استثمار أموالهم في شركة رائد الأعمال، فقد يؤثر ذلك على علاقته معهم في حالة فشل مشروعه.
وفي حين لا يجب أن يخشى رائد الأعمال من الحصول على تمويل من أصدقائه وعائلته، خلال المرحلة الأولى لانطلاق مشروعه، لكن عليه أن يشرح لهم جميع الآثار والمخاطر المترتبة على تمويلهم، بما في ذلك احتمالية الخسارة وفقدان الأموال.