اعتراض شديد من أصحاب المولدات في حلب على تحديد سعر ثابت للأمبير

صدر في 25 من تشرين الأول الحالي، قرار من المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حلب، قضى بتحديد سعر ساعة التشغيل اليومية لـ "الأمبير" الواحد بـ 125 ليرة سورية، مع فرض عقوبات مشددة بحق المخالفين. وقد نتج عن ذلك استياء وغضب من أصحاب المولدات الكهربائية في المدينة.

وقد وصف أصحاب مولدات الأمبير القرار بأنه غير عادل وغير مدروس ولا يراعي أوضاعهم، خاصة أنهم يشترون المازوت بسعر مرتفع، علاوةً على تكاليف الأعطال التي تحدث في المولدات الكهربائية وصيانتها التي تحتسب من اشتراك "الأمبير".

في حديثٍ مع موقع محلي مهتم بالشأن الاقتصادي، قال أحد أصحاب المولدات في حي الصاخور بمدينة حلب: إن "قرار تحديد سعر التشغيل غير مقبول ولا يراعي أوضاعنا خاصة أن تكلفة تصليح الأعطال التي تحدث في المولدات مرتفعة وأسعار القطع أصبحت باهظة ويبلغ سعر (الديسك) الذي كان يُباع بـ 90 ألف ليرة 200 ألف".

وأضاف أن أسعار القطع مرتفعة جدًا بشكل عام، ووصل سعر برميل المازوت الذي يُشغّل المولدة، لمدة ليلتين فقط، إلى نحو 450 ألف ليرة سورية.

وقد أكد العديد من أصحاب المولدات أنهم إذا التزموا بالتسعيرة، فإنهم سيضطرون إلى "الدفع من جيوبهم"، إذ يبلغ عدد ساعات التشغيل ثماني ساعات، بمعدل 56 ساعة أسبوعيًا.

ووفق هذه الحسبة، فإن اشتراك الأمبير أسبوعيًا يبلغ 7000 ليرة، وهو سعر يوصف بأنه ضئيل وغير عادل، إذ لا يغطي تكلفة شراء المازوت ووصوله إلى حلب، الذي يترتب عليه تكاليف إضافية بسبب وجود الحواجز العسكرية التي تفرض ترسيم مرور.

وتختلف أوقات تشغيل المولدات الكهربائية من منطقة إلى أخرى، إذ يشغل "بدوي"، وهو صاحب مولدة في حي طريق الباب، التيار من الساعة 3 عصرًا وحتى 1 بعد منتصف الليل بسعر 18 ألف ليرة سورية.

وأوضح أن بعض العائلات تشترك بـأمبير واحد فقط للإنارة وشحن الهواتف وتشغيل التلفزيون، والعائلة التي لا تستطيع الاشتراك تمدد شريطًا للإنارة فقط من الجيران.

وقال صاحب المولدة، في حديثه مع موقع "عنب بلدي"، إنه لن يستطيع الالتزام بقرار تحديد سعر الساعة، كما رفض جميع أصحاب المولدات الكهربائية القرار.

وأضاف أن أصحاب المولدات سيذهبون إلى المكتب التنفيذي للمحافظة للنقاش حول رفع السعر أو تخفيض عدد الساعات، مشيرًا إلى عدم استفادتهم من المازوت الصناعي لإمكانية انقطاعه وعدم توفره بشكل يومي وعدم القدرة على تأمينه خلال الفترة المقبلة.

وسيكون القرار خسارة لأصحاب المولدات بعد احتساب سعر البرميل وأجور نقله مع تكاليف تصليح المولدات، بحسب "بدوي".

من جهته، فقد أكد صاحب مولدة في حي السكري، أنه لن يكون قادرًا على الالتزام بقرار تحديد سعر التشغيل، خاصةً أن فصل الشتاء يسبب ضغطًا على المولدات الكهربائية وأصغر عطل يكلّف تصليحه مبلغ 90 ألف ليرة، وفك المولدة لإصلاحها يأخذ وقتًا وجهدًا.

ويتوجب تعويض ساعات الانقطاع عند الإصلاح، بحسب صاحب المولدة، ومع ذلك يتم مطالبة أصحاب المولدات بالالتزام بالسعر.

ولا يتوقع التزام أصحاب المولدات بالقرار، مشيرًا إلى أنهم سيخفضون عدد ساعات التشغيل ويستفيدون من تخفيف وصول التيار الكهربائي وإطفاء المولدة في الوقت الذي يرغبون به.

الجدير بالذكر أن "الأمبيرات" هو اسم متعارف عليه لكهرباء المولدات الكبيرة التي تخدم الأحياء في سوريا، إذ يعتمد عليها مواطنون في ظل انقطاع الكهرباء بمختلف المناطق السورية، ويرتبط سعرها بسعر مادة المازوت الضرورية لتشغيلها.