ارتفاع لا يتوقف لأسعار البيض في سوريا ومؤسسة الأعلاف ما زالت تسعى للتربح
بات الارتفاع سيد الموقف عند الحديث عن أسعار البيض في سوريا، وأصبح الأهالي يستيقظون يومياً على سعر جديد يختلف عن سعر اليوم الذي سبقه من دون أي مبررات مقنعة لأسباب الارتفاع اليومي من المعنيين في وزارة التموين الذين يسيرون في ركب الارتفاع ويرفعون سعر البيض في النشرات الصادرة عنهم.
في جولة على أسواق دمشق نلاحظ ارتفاعاً في سعر كرتونة البيض سعة 30 بيضة في محال المفرق حيث تراوح سعر الكرتونة حجم كبير وزن 1800 غ بين 12,000 ليرة و13,000 ليرة كما وصل سعر مبيع البيضة الواحدة في بعض المحال لـ 500 ليرة.
وأكد بعض أصحاب البقاليات التي تبيع البيض أنهم كل يوم يشترون البيض بسعر جديد من تاجر الجملة الذي يقوم برفع السعر بشكل يومي.
ولفت آخرون إلى أنهم عزفوا عن شراء البيض وبيعه في محالهم نتيجة غلاء سعره وبسبب عدم إقبال الناس على شراء البيض، وبيّن أصحاب محال بيع البيض بالجملة أن مبيعاتهم من البيض انخفضت بشكل كبير نتيجة غلاء سعره وأحياناً لا تتجاوز مبيعاتهم اليومية للمواطنين 10 كرتونات سعة الكرتونة 30 بيضة.
نتيجة لذلك انخفض استهلاك الناس للبيض بشكل كبير، وباتت نسبة كبيرة من الناس تشتريه عند الضرورة وبالقطعة الواحدة، حيث تقوم العائلة بشراء 3 أو 4 بيضات في بعض الأحيان عند الحاجة.
من المسؤول؟
بحسب تحقيق لصحيفة "البعث" التابعة للحكومة، فقد ألقى كل طرف من الأطراف السابقة بالمسؤولية على الآخر بأنه المتسبب بارتفاع أسعار البيض والفروج في الأسواق السورية.
وتقول الصحيفة إنه بعد عجزها عن الحصول على إجابات شافية، توجهت إلى أرض الواقع حيث أكد "مازن مارديني"، عضو لجنة مربي الدواجن بدمشق أن ارتفاع سعر المادة مرهون بأسعار العلف عالمياً، مُلقياً اللوم الأكبر على مؤسسة الأعلاف التي غابت عن القيام بدورها الحقيقي وتحولت من مؤسسة خدمية إلى ربحية همّها الأكبر إرضاء تجار الأعلاف، متسائلاً: "لماذا سعر طن الصويا في لبنان أقل من سوريا بـ 700 ألف ليرة؟"
هامش ربح "مخيف":
وكشف "مارديني" بأن مؤسسة الأعلاف أبرمت منذ ثلاثة أشهر عقوداً مع روسيا لاستيراد 90 ألف طن بسعر 750 ألف ليرة للطن الواحد، بينما تبيعه للمربي والفلاح بمليون و135 ألف ليرة للطن "بهامش ربح مخيف" تخلله الكثير من "البروظة الإعلامية" عن دعمها للمربين، على حد وصفه.
ولفت إلى أن القطاع الذي كان يعمل فيه أكثر من 14% من سكان سوريا يتعرض اليوم لكارثة حقيقية في ظل عدم حماية المربين وتسهيل الحكومة الطريق لهم للعزوف عن العمل و"تطفيشهم" خارج البلد باتباعها وسائل عديدة بدءاً من هامش الربح الكبير مروراً بعدم توفر المحروقات وصولاً لغياب مركز تحاليل للدواء البيطري على مستوى المنطقة.
بالحديث عن الرأي الآخر، فقد أرجع عضو لجنة مربي الدواجن "حكمت حداد"، في حديثه مع صحيفة "الوطن"، الارتفاع اليومي بسعر البيض "لجشع التجار الذين يقومون برفع السعر من دون أي مبرر ويريدون تحقيق أرباح كبيرة".
وأشار إلى أن سعر البيض في المداجن ثابت وسعر الصندوق سعة 12 كرتونة 120 ألف ليرة منذ عشرين يوماً.