في تحدٍ جديد لسيادة الدولار... روسيا تلوح باستبدال احتياطيات الدولار بعملات رقمية
في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة ووزارة الخزانة الأمريكية لاتخاذ مزيدٍ من التدابير بهدف ضمان نفاذ العقوبات الاقتصادية ضد خصومها، على غرار روسيا وتركيا وإيران، يبدو أن الروس كان لهم رأيٌ آخر ورد سريع حتى لا يتعرض الاقتصاد الروسي لاختناقٍ جديد قد يكلفه الكثير.
في هذا الصدد، أفصحت روسيا أنها تهدف إلى استبدال احتياطيات الدولار الأمريكي بأصول رقمية على المدى الطويل، وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الروسي إنه "من المبكر بعض الشيء" استخدام العملات المشفرة لتسوية صفقات النفط، لكنه لم ينف نيته الاستفادة منها للاستغناء عن الدولار بالمستقبل.
ومع استمرار روسيا في الضغط على إزالة الدولار من الاحتياطيات، أفادت التقارير أن وزارة الشؤون الخارجية الروسية تفكر في استبدال دولار الولايات المتحدة ليس فقط بالعملات الورقية التقليدية ولكن أيضًا بالعملات الرقمية.
وقال "ألكسندر بانكين"، نائب وزير الخارجية الروسي، أن بلاده تخطط لخفض حصة الدولار الأمريكي في الاحتياطيات الدولية لروسيا واستخدامها في التسوية مع الشركاء الأجانب وذلك في مقابلة يوم الثلاثاء مع وكالة الأنباء المحلية إنترفاكس.
وقال المسؤول إن وزارة الخارجية الروسية لا تستبعد إمكانية استبدال الدولار الأمريكي بـ "بعض الأصول الرقمية" إلى جانب العملات الأخرى.
وأضاف "بانكين": "من الممكن استبدال الدولار الأمريكي بعملات أخرى، على الصعيدين الوطني والإقليمي، بالإضافة إلى بعض الأصول الرقمية على المدى الطويل."
واستطرد قائلًا: "إن مثل هذا الاستبدال سيتطلب جهودًا كبيرة من الحكومة، بما في ذلك إعادة بناء نماذج التعاون الراسخة بين السلطات القضائية والشركات، فضلاً عن إنشاء آليات جديدة لهذا الأمر".
أسلوب روسي للالتفاف على العقوبات:
أشار المسؤول الروسي إلى أن حملة "إزالة الدولرة" الروسية تتماشى مع جهود البلاد لتجنب التحديات التي تفرضها العقوبات الأمريكية.
وقال: "المدفوعات بالدولار الأمريكي تمر عبر البنوك الأمريكية ونظام المقاصة الذي يسمح لواشنطن بمنع أي معاملات تعتبرها مشبوهة".
وأضاف أن الحكومة الروسية لم تواجه مثل هذه المشاكل مع اليورو أو العملات الورقية الأخرى ولا تخطط لإجراءات مماثلة لأي عملات وطنية أخرى حتى الآن.
ولعدة سنوات، كانت روسيا تدرس خطوات لخفض حصة الدولار الأمريكي في صندوق الرعاية الوطنية البالغ قيمته 186 مليار دولار.
اليوان الصيني إلى جانب العملات الرقمية:
لا تخفي السلطات المحلية الروسية خططها لزيادة حيازاتها من اليوان الصيني بشكل كبير والاستثمار في الذهب، تزامنًا مع اعترف الرئيس الروسي أيضًا بفائدة العملات المشفرة لتحويل الأموال على مستوى العالم.
ويرى مراقبون، أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزارة الخارجية، تعبر عن اهتمام روسيا الواضح باستخدام العملة المشفرة للتسوية الدولية حتى وإن كان من العسير إدخالها في تسويات عقود النفط حاليًا.
وزارة الخزانة الأمريكية تدرك المشكلة:
أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية مراجعة للعقوبات واقترحت أن تبذل الحكومة المزيد لتطوير بنيتها التحتية وسياساتها فيما يتعلق بالأصول الرقمية. واعترفت أن الاستخدام المتزايد للأصول الرقمية يعيق تنفيذ العقوبات.
يأتي ذلك بينما تتوارد الأنباء بشأن لجوء عديد من الدول التي قامت الولايات المتحدة الأمريكية بفرض مجموعة من العقوبات الاقتصادية عليها إلى عالم التشفير منخفض الرقابة.
ومن بين تلك الدول التي تتوسع في استخدام العملات الرقمية إيران وكوبا وتركيا، حتى أن الرئيس الروسي ألمح إلى بعض التساهل مع العملات الرقمية.
وفي هذا الصدد، قال نائب وزير الخزانة "والي أدييمو": "تشكل العقوبات أداة مهمة بشكل أساسي لتعزيز مصالح أمننا القومي".