تأخر رسائل الغاز يكمل شهره الثالث وأسعار السوق السوداء تتفاعل بالارتفاع

تأخر توزيع الغاز المنزلي للأسر السورية بموجب البطاقة الإلكترونية لأكثر من 3 أشهر، وذلك في العديد من المحافظات والمناطق على رأسها حماة. وقد تسبب ذلك بمعاناة شديدة لتلك الأسر التي تنتظر الرسائل على أحر من الجمر لقضاء أبسط الاحتياجات اليومية.

ويضطر بعض الأهالي للتوجه نحو السوق السوداء لتأمين أسطوانة غاز، وذلك بسعر يصل لنحو 100 ألف ليرة مرغمين في ظل حاجتهم الماسة لها وعدم جدوى أجهزة طهي الطعام الليزرية التي أمست للعرض فقط، بسبب ساعات التقنين الكهربائي الطويلة.

وبيَّنَ مواطنون في محافظة حماة أن تجارة الغاز المنزلي بالسوق السوداء الإلكترونية أصبحت نشطة جداً في هذه الفترة التي تأخرت فيها الرسائل.

وقال بعضهم: يكفي أن تنشر على صفحتك الشخصية أنك بحاجة لأسطوانة غاز، حتى تنهال عليك العروض، فالأسطوانة العادية بـ 90 ألف ليرة والمضغوطة بـ 110 آلاف ليرة.

يجدر بالذكر أن الأولى (الأسطوانة العادية) هي من تعبئة وحدة الغاز بمحروقات حماة، وهي من مخصصات الـ 2 بالمئة للموزعين المعتمدين أصولاً من خارج مخصصات البطاقة الإلكترونية، التي توضع بتصرفهم للحالات الطارئة الخاصة. والثانية المضغوطة أي الأكبر وزناً من الأولى، هي من إنتاج مصفاة حمص، وتتسرب إلى أسواق حماة تهريباً.

وذكر مواطنون أن رسالة تكامل لم تصلهم منذ 90 يومًا، وبعضهم لم تصله منذ 110 أيام، فيما ذكر المحظوظون منهم أن الرسالة وصلت إليهم خلال الـ 87 يومًا مرة واحدة فقط.

وبيَّنَ مدير فرع محروقات حماة "نزار شعبان أحمد" أن رسائل الغاز ترد للمواطنين مرة واحدة، في فترة تتراوح بين 86 و88 يوماً، وإن وردت بعد هذه المدة فهي حالات نادرة.

وأصر المدير على إنكار أي أزمة معتبرًا أن الغاز السائل متوافر، وخطة التعبئة على مستوى المحافظة تنفذ بشكل جيد، ومن المتوقع الانتهاء منها خلال 15 يوماً.

واستدل على كلامه بأنه تم مؤخرًا توزيع 1925 أسطوانة من وحدة مصياف على معتمدي منطقة مصياف. أما لحماة ومناطقها فتم في 17 الجاري على سبيل المثال لا الحصر توزيع نحو 5750 أسطوانة.

وبيَّنَ رئيس وحدة تعبئة الغاز بمصياف "إبراهيم سليمان" أن إنتاج الوحدة هو حسب ورود صهاريج الغاز السائل، وأوضح أنه من بداية هذا الشهر وحتى تاريخه تم توريد 9 صهاريج للوحدة، وكل صهريج يعبئ وسطياً ما بين 1800 – 2000 أسطوانة.

ولفت إلى أن خطة الوحدة تقتضي تعبئة 88 ألف أسطوانة، في حال توافر الغاز، أي بما يعادل 29 صهريجاً، وإذا عملت الوحدة كل يوم ماعدا الجمعة، تستغرق لإنجازها 50 يوم عمل. وذكر أن تنفيذ هذه الخطة بدأ في 15/8 ولم ينته حتى اليوم.

أما عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بالمحافظة "ثائر سلهب"، فقال رداً على سؤال حول تأخر الرسائل، إنها يفترض أن تصل للمواطنين كحد أقصى من 79 – 84 يوماً، ولكن أحياناً يقل الإنتاج فتتأخر الرسائل، وأوضح أن هذه المشكلة في طور المعالجة.

في الاتجاه المقابل، يعترض الأهالي على كل هذا الكلام، ويؤكدون أن وتيرة توزيع أسطوانات الغاز تتم بشكل عسير ومتقطع، ويتسبب ذلك باضطرار الجميع تقريبًا إلى التوجه نحو السوق السوداء وإنفاق مبلغ هو أكبر من راتب شهر كامل من أجل أسطوانة واحدة.