مفارقة غريبة... السلع المستوردة أرخص من المحلية في الأسواق السورية
مع غلاء الأسعار وعزوف الناس عن الشراء، باتت الأسواق التجارية السورية تصبح تدريجيًا أشبه برصيف مشاةٍ للفرجة، إذ أن جميع أسواق العاصمة تعج بالمتسوقين لكن هذه الحركة بلا بركة، كما يصف أصحاب المحلات الذين أجبرتهم الوزارة على نشر الأسعار على واجهة متاجرهم، فأصبح الناس ينظرون وينصدمون ويذهبون.
يقول أحد الأهالي معلقًا: "الأسعار مرتفعة جداً نبحث عن بعض قطع الألبسة للأولاد لكن على ما يبدو سنعود من دون شراء لأن المبلغ المرصود لا يكفي لشراء قطعة واحدة، ولا يمكن لأصحاب الدخل المحدود شراء الكسوة لأطفالهم."
وأضاف "أنا وزوجتي موظفون بالدولة وبيتنا ملك ولدي ثلاثة أطفال ولا يكفيني راتبي ثمن أبسط الأشياء، وخلال هذا المشوار في السوق يطلب أطفالي شراء بعض قطع الحلوى فاكتفيت بشراء كيس ملبس صغير بقيمة ألف ليرة."
ذلك أن حتى أكلات الأطفال أصبحت خارج القدرة الشرائية للعائلات، حيث يباع كيس غزل البنات بألفي ليرة، وكيس الملبس بألف ليرة، ووقية القضامة بـ 3500 ليرة، ووقية المرش بـ 4 آلاف ليرة، ووقية سمارتي 2500، ووقية الشوكولا 4000 ليرة، ووقية لوز نسكافيه بـ 6 آلاف ليرة، وأصبح بعض الباعة يبيعون بالحبة، ويجمعون كل 3 حبات في كيس صغير، وهذا ما يزيد من التكلفة على المستهلك.
السلع المستوردة أرخص من المنتجة محليًا:
تعليقًا على الوضع المبين أعلاه، وفي حديثه حول تخفيض أسعار السلع، أكد وزير التجارة الداخلية "عمرو سالم"، أن وزارة التجارة الداخلية تفعل كل ما بوسعها من أجل تخفيض الأسعار لكن بالمقابل لا يمكن تخفيض الأسعار تحت التكلفة، حيث توجد تكاليف مرتفعة للمنتجات سببها بالدرجة الأولى غلاء المحروقات وتحديداً المازوت.
وأشار الوزير إلى نقطة هامة هي أن السلعة المستوردة اليوم أرخص من المنتجة محلياً، وهذا "غير مقبول"، على حد تعبيره. ثم أحال السبب إلى حوامل الطاقة، "لذا من الضروري معالجة هذه المشكلة حتى يلمس المواطن تخفيض الأسعار بشكل منطقي".
وفيما يتعلق بموضوع "الأمبيرات"، أكد أن الوزارة قدمت مذكرة إلى رئاسة مجلس الوزراء من أجل تأمين المازوت للصناعيين والمنتجين في كل القطاعات وأيضاً للمولدات في حلب، وقد وجه رئيس مجلس الوزراء بعقد اجتماع لتدارس هذا الموضوع، وتم التواصل بشكل مباشر من المجتمعين من مدينة حلب للوصول إلى نتائج ترضي الجميع وحل هذه المشكلة التي تؤثر على جميع القطاعات.
في الاتجاه المقابل، يبدي المكتوون بنار الأزمة من الأهالي والصناعيين على حدٍ سواء، عدم تفاؤلهم من أي كلام أو تصريحات تصدر عن الحكومة، من منطلق أنهم يسمعون نفس الكلام منذ سنوات.