تكاليف خدمات مشافي سوريا الخاصة تبلغ أرقامًا هائلة... ملايين الليرات ليوم واحد
اشتكى بعض الأهالي في سوريا من الأجور الكبيرة للغاية التي تتقاضاها مشافٍ خاصة مقابل اليوم الواحد للمرضى المصابين بفيروس كورونا، وتتضمن الكلفة الإجمالية للعلاج اليومي الأدوية والسيرومات والأوكسجين ومختلف المستلزمات التي تؤمنها.
إذ تتراوح أجور خدمات هذه المشافي لليوم الواحد بين 3 و4 ملايين ليرة سورية في العناية المركزة. وهذه الأمر ليس حكرًا على حالات الإصابة بالفيروس، بل إن تكاليف العلاج هناك عمومًا أصبحت باهظة وخارج نطاق تحمل الكثيرين.
وخلال الأيام الماضية تناقلت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي صوراً لفواتير مشافي خاصة تظهر فيها أسعار باهظة للغاية.
وأظهرت إحدى تلك الصور فاتورة صادرة عن مشفى الأندلس التخصصي بدمشق تطالب أحد المرضى بدفع مبلغ 6.7 مليون ليرة لقاء مكوثه في المشفى لأسبوع بعد إصابته بفيروس كورونا.
يتزامن ذلك مع التأكيد الحكومي بأن نسب الإشغال في المشافي العامة لا تزال مرتفعة، وهذا ينطبق أيضاً على المشافي الجامعية المخصصة لاستقبال المراجعين والمرضى ضمن غرف العزل والعناية المركزة، وعلى وجه الخصوص المواساة الجامعي وتشرين الجامعي في اللاذقية، وجراحة القلب الجامعي بحلب مع اختلاف بين المشافي بالنسبة لعدد الأسرة والغرف والكادر وعدد المراجعين.
وقد بين مدير مشفى المواساة الجامعي الدكتور "عصام الأمين"، في حديثه مع صحيفة محلية، أن هناك تسطحاً في منحنى الوباء خلال الـ 10 الأيام الماضية من دون أي زيادة على الأعداد التي تشهدها المشفى بشكل يومي للمرضى والمراجعين.
وأوضح أن عدد المصابين بالجائحة ضمن غرف العزل والعناية في المواساة يقدر بـ 65 مريضاً، والمشفى يعمل ضمن طاقته القصوى من حيث العدل، ونسب الإشغال تقريباً 100 بالمئة.
وأضاف محذرًا: "البلاد لغاية الآن هي ضمن الذروة الرابعة ولا يمكن لأحد أن يتوقع تحديد وقت لانتهائها مع إمكانية الدخول في ذروة جديدة قادمة قد نشهدها"، مؤكداً أن الأعداد لا تزال مرتفعة، مشيراً إلى أن نسبة الوفيات ضمن الحدود الطبيعية المتعارف عليها عالمياً وتعتبر أقل من الذروات السابقة التي شهدها البلاد، لكن عدد الإصابات يعتبر الأكبر.
وبيّن مدير المشفى أنه تم إيقاف العمليات الباردة في المشفى مع الاقتصار على العمليات الإسعافية والورمية.
وأوضح "الأمين" أن المشفى أمام 6 احتمالات فيما يخص الوباء، الأول هو تكرر الذروات، والثاني أن يطرأ تحور أو تطور على الفيروس بشكل إيجابي ويقضي على نفسه (وهذا أمر وارد)، مثلما حدث بـ Sars 1 عام 2002 حيث انتهى وجود الفيروس.
أما الثالث أن نشهد تحوراً سلبياً على الفيروس وموجة أشد من التي قبلها، وبالتالي زيادة في عدد الوفيات وتحول باتجاه الأسوأ مثلما حدث في الإنفلونزا الإسبانية عام 1919، والرابع هو ابتكار دواء نوعي فاعل وهو ما يتم العمل عليه عالمياً وذلك للانتهاء بشكل كامل من الفيروس، والخامس أن يصيب الفيروس المواطنين ضمن تأثير خفيف كما الرشح الموسمي وبأعداد قليلة سنوياً من الإصابات، أما الاحتمال السادس والأخير أن تصل المناعة في سورية لـ 70 بالمئة إما باللقاح وإما بالإصابة، وبالتالي يتم القضاء على حلقة انتشار الفيروس.