منع تصدير زيت الزيتون من سوريا... يضر بالمنتجين ولا يكبح ارتفاع الأسعار

حذر "سامي الخطيب" رئيس مجلس زيت الزيتون في سوريا، من خسارة زيت الزيتون السوري لأسواقه الخارجية، وذلك بسبب توقف التصدير الذي تم بقرارٍ صدر منذ عدة أشهر دون التشاور مع المنتجين، حيث كان لهم رأي بأن تحدد السعات المسموح تصديرها بعبوات من سعة (16 ليتر) فقط.

وقد توقع "الخطيب" أن يرتفع سعر صفيحة الزيت هذا الموسم إلى 250 ألف ليرة سورية رغم منع التصدير بشكله الحالي.

كلفة إنتاج تنكة الزيت من المصدر 160 ألف ليرة:

بيّن "الخطيب" أن قرار منع التصدير "دوكما" أو بعبوات تزيد عن خمس ليترات، لم ولن يساهم في خفض أسعار زيت الزيتون كما توقعت الجهات التي أصدرته، لافتاً إلى أن ارتفاع سعر صفيحة زيت الزيتون سعة (16 كغ) مع بدء دوران معاصر الزيتون إلى حدود 210 ألف ليرة، له عدة أسباب.

وقال "الخطيب" إن من أسباب هذا الارتفاع، أن كميات كبيرة من الزيت السوري تخرج تهريباً، إضافةً إلى كلف الإنتاج العالية، حيث قدر أن كلفة إنتاج تنكة الزيت يصل إلى حدود 160 ألف ليرة، كما أن الموسم الحالي يعتبر الأسوأ من حيث كميات الإنتاج، بسبب العوامل المناخية من جهة وضعف الاهتمام الحكومي بهذا المحصول الاستراتيجي من جهة ثانية.

إنتاج زيت الزيتون في سوريا... من المرتبة الرابعة إلى التاسعة:

وفق ما ذكر "الخطيب" فإن سوريا تراجعت في إنتاج زيت الزيتون من المرتبة الرابعة عالمياً إلى المرتبة التاسعة، محملاً سبب هذا التراجع للجهات المعنية في الحكومة التي تركت الفلاح أعزلاً من أي دعم يواجه وحده ارتفاع أسعار الأسمدة وأجور اليد العاملة والنقل والمحروقات والظروف المناخية وأمراض أشجار الزيتون.

فلم يكن لدى الجهات المعنية خطة إنقاذية واضحة، ورأى أن هذا ما يفسر انخفاض إنتاجية الزيتون السوري مقارنة مع دولة مثل تونس التي تنتج نحو 350 ألف طن زيت من 70 مليون شجرة زيتون، بينما بلغ انتاج سورية من الزيت في أحسن المواسم نحو 140 ألف طن من 120 مليون شجرة زيتون.

وأشار رئيس مجلس زيت الزيتون إلى أنه ورغم انخفاض الإنتاج هذا الموسم، لكن يوجد كميات ستكون فائضة عن الاستهلاك المحلي، لعدة أسباب منها عدم قدرة شريحة واسعة من السوريين شراء حاجتها من الزيت بسبب ضعف القوة الشرائية لديها، وبالتالي فإن هذه الكميات إن بقيت لدى الفلاحين ستسبب لهم خسائر فادحة، لأن الزيت إن بقي أكثر من عام سيفقد مواصفاته، وتالياً ستتأثر سمعة الزيت السوري في الأسواق الخارجية.

 وكان رئيس مجلس الوزراء قد وافق في شهر آب الفائت على توصية اللجنة الاقتصادية بوقف تصدير زيت الزيتون "دوكمة" أو بعبوات تزيد عن سعة خمس ليترات لغاية نهاية العام الجاري، وذلك بهدف ضبط الأسعار وإعادة التوازن السعري للمادة في السوق المحلية، حينما وصل سعر تنكة الزيت إلى 200 ألف ليرة سورية.