المال والورق لديه سواء... الرجل الوحيد الذي سمحت له المخابرات الأمريكية بتزوير الأموال

يعيش بين رزم الدولارات، ويتناثر المال من حوله في كل مكان كما الأوراق، يقال إن لديه من الكاش أكثر مما لدى "بيل جيتس" مؤسس مايكروسوفت، ويؤكد البعض أنه يملك أكبر كمية من الدولار يمكن أن يراها الإنسان خارج مطابع المال. هذا الرجل الذي سنتحدث عنه ليس "إيلون ماسك" أو "جيف بيزوس" بل هو "ريتش رابابورت".

يزوّر "رابابورت" داخل مخزنه في مدينة أتلانتا ما يشاء من الدولار بدون أدنى خوف من أحد، بل بترخيصٍ ومباركة من المخابرات الأمريكية.

صرف "رابابورت" ثلاث سنوات من عمره، قضاها في التعب والبحث حتى أتقن فن التزوير كما لم يفعل أحدٌ من قبل. ليكون منذ 10 سنوات هو المورّد الوحيد لصناعة مئات مشاهد الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تصنعها كبرى شركات الإنتاج في العالم في هوليوود وغيرها.

ذلك أن المال المستخدم في تلك الأفلام أو البرامج لا بد أن يكون بسويةٍ عالية من الاحترافية، وقريبٍ للغاية من شكل المال الحقيقي، حتى تنافس في المسابقات والمهرجانات.

تلقى "رابابورت" دروسًا قانونيةً في تزوير العملة من خبراء الخدمة السرية في المخابرات الأمريكية، فأصدر نمطين من الدولار المزيف؛ أحدهما على الوجهين ليكون مناسبًا لمشاهد سرقة الخزنات والبنوك، ونوع آخر مطابقٌ إلى حد بعيد للدولار الحقيقي لكن بشرط طباعته من وجهٍ واحدٍ فقط، لأنها حقيقيةٌ لدرجةٍ يمكن تداولها في السوق بسهولة، ويستخدم هذا النمط للقطات النقود القريبة.

في إحدى المرات نجح "رابابورت" بتزوير نسخةٍ من فئة الـ 100 دولار فطلبت منه المخابرات الأمريكية حرقها على الفور، بعد أن عبر مراقبو الخدمة السرية عن ذهولهم بقدرته على الوصول إلى هذا المستوى.

يخضع "رابابورت" للمراقبة طوال 24 ساعة، ويطّلع موظفو المخابرات على الأوراق النقدية التي يزورها بشكل تفصيلي.

ووصلت احترافية "ريتش رابابورت" لدرجة أنهم طلبوا منه وضع علامات تزويرٍ واضحة على أوراق المال ذات الوجهين (مثل أن يكتب w بدل u في اسم الولايات المتحدة، كما يستبدل النسرين المتعانقين بدجاجتين مع شعار أحد المطاعم).

أما الأوراق الأكثر دقة والخالية من علامات التزوير، فهي بوجهٍ واحد فقط، ومع ذلك مطلوبٌ إتلافها بعد استخدامها فورًا.

يبيع "رابابورت" كل 50 ألف دولار مزيفة بـ 250 دولارًا حقيقًا، فبنى هذا الرجل ثروةً وصار مليونيرًا من التزوير القانوني.