بينما تغرق الدول النامية في البطالة... الوظائف الشاغرة في بريطانيا تتجاوز المليون

بينما تعيش العديد من الدول النامية في العالم أيام عصيبة بسبب التضخم الناتج عن آثار ما بعد الجائحة الذي لم يرافقه تحسن في فرص العمل والأجور، فقد تراجعت معدلات البطالة في بريطانيا مع إعادة فتح الاقتصاد وسجلت الوظائف الشاغرة ارتفاعا قياسيًا قبل توقف برنامج البطالة الجزئية الحكومي، حسبما أظهرت أحدث البيانات.

وقد تراجعت معدلات البطالة لتسجل 4.5 بالمئة فقط في الأشهر الثلاثة المنتهية في آب/أغسطس، حسبما قال المكتب الوطني للإحصاء في بيان.

أكثر من مليون وظيفة لا تجد من يعملها:

بشكل متزامن مع كل ما ذكرناه، فقد سجل عدد الوظائف الشاغرة في بريطانيا ارتفاعًا كبيرًا، إلى قرابة 1.2 مليون وظيفة في أيلول/سبتمبر، ما يعكس نقصًا مستمرا في اليد العاملة.

ويعاني الاقتصاد من نقص في اليد العاملة وخصوصًا في قطاع الشحن البري، ما يتسبب بمشكلة إمدادات ونقص السلع في المتاجر وأزمة وقود.

لكن مكتب الإحصاء قال أيضًا إن عدد الموظفين المدرجين على قوائم الرواتب في المملكة المتحدة ارتفع بواقع 207,000 في أيلول/سبتمبر ليصل إلى 29,2 مليون هو الأعلى على الإطلاق.

والرقم أعلى بواقع 122 ألف مقارنة بعددهم في فترة ما قبل الجائحة في شباط/فبراير 2020.

وأكدت وسائل إعلام عالمية مطلعة أن "عدد الموظفين على قوائم الرواتب في أيلول/سبتمبر تخطى بكثير مستويات ما قبل الوباء".

كما سجلت الوظائف الشاغرة مستوى شهريًا قياسيًا، وتشير أحدث التقديرات إلى أن جميع القطاعات لديها على الأقل عددا من الوظائف الشاغرة يوازي ما قبل تفشي كوفيد.

وفي محاولة من الحكومة لكي تخلق توازنًا وتعيد الناس إلى العمل، فقد ألغت برنامج البطالة الجزئية الحكومي الذي دعم ملايين الأشخاص في القطاع الخاص خلال الوباء، نهاية أيلول/سبتمبر.

ماذا عن الدول النامية؟

 أكدت "منظمة العمل الدولية"، في تقريرٍ نشرتها خلال العام الجاري، حمل عنوان "العمالة والآفاق الاجتماعية في العالم: اتجاهات 2021" أنه على الرغم من أن دول العالم "ستخرج" من الأزمة الصحية المستمرة، إلا أن "خمس سنوات من التقدم المحرز نحو القضاء على فقر العمال قد تلاشت وكأنها لم تكن".

وقال "غاي رايدر"، المدير العام لمنظمة العمل الدولية: "لقد عدنا إلى الوراء، لقد عدنا إلى الوراء بشكل كبير. عاد فقر العمال إلى مستويات عام 2015؛ وهذا يعني إلى (مستويات) زمن وضع خطة التنمية المستدامة لعام 2030، عدنا إلى خط البداية".

ومن بين المناطق الأكثر تضرراً في النصف الأول من عام 2021: أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا وآسيا الوسطى، وجميعها ضحايا للتعافي غير المتكافئ.

كما استمرت فرص عمالة الشباب في التراجع بسبب الانكماش الاقتصادي، حيث انخفضت بنسبة 8.7 في المائة في عام 2020، مقارنة بـ 3.7 في المائة للبالغين.

وقد حذرت منظمة العمل الدولية من أن الانخفاض الأكثر وضوحا كان في البلدان ذات الدخل المتوسط حيث يمكن أن تستمر عواقب هذا التراجع والتعطيل في تجربة الشباب في سوق العمل "لسنوات".