مع توقف ربع المنتجين عن العمل... مشتقات الحليب في سوريا تحت وطأة الغلاء
برر "عبد الرحمن الصعيدي"، رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان، ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته لارتفاع سعر الحليب المجفف المستورد منذ نحو شهر تقريباً، إضافة لارتفاع أسعار الأعلاف الذي يعتبر السبب الرئيسي للغلاء على حد تعبيره.
وقد أكد في تصريحه لصحيفة محلية، أن كيس الحليب المجفف الذي يتسع لحدود 25 كغ ارتفع خلال الشهرين الماضيين بحدود 160 ألفاً، مرجعاً سبب ارتفاعه لصعوبة الاستيراد بالتوازي مع قلة مستوردي المادة خلال الفترة الحالية، إضافة للطلب المتزايد عليه وذلك في وقت ارتفعت فيه أسعار الحليب الطبيعي الخام، مشيراً إلى أن أسعار الحليب ومشتقاته ارتفعت منذ نحو شهر تقريباً بما يفوق 25 بالمئة بالنسبة لجميع الأصناف من ألبان واجبان.
وأوضح أن الحليب المجفف المستورد يعتبر رديفاً لصناعة الألبان والأجبان بسبب عدم الاكتفاء والنقص بالثروة الحيوانية المنتجة للحليب بنسبة 50 بالمئة لذا منذ بداية الأزمة في سورية تتم الاستعانة بالحليب المجفف لإنتاج الألبان والأجبان.
أسعار القطاع الخاص أرخص من مؤسسات الدولة:
كشف "الصعيدي" أن أسعار الحليب ومشتقاته في القطاع الخاص تعتبر أقل بنسبة تتراوح بين 25 و30 بالمئة عن أسعارها في الشركة العربية السورية للألبان على الرغم من توافر مستلزمات الإنتاج لهم من محروقات وكهرباء وغيرها أكثر من القطاع الخاص، ومن المفترض أن تكون الأسعار في الشركة باعتبارها قطاعاً عاماً أقل من الأسعار في القطاع الخاص.
منتجو الحليب يعزفون عن العمل... والأسعار في غلاء متسارع:
لفت أيضًا إلى أن حوالي ربع منتجي الحليب عزفوا عن العمل، وذلك عقب صدور المرسوم رقم 8 المتضمن قانون حماية المستهلك لتخوفهم من فرض غرامات كبيرة عليهم وتعرضهم للسجن وذلك بسبب عدم إنصافهم بالتسعيرة الخاصة بالحليب ومشتقاته، وهذا الأمر أدى إلى انخفاض الإنتاج خلال الفترة الماضية.
وأشار "الصعيدي" إلى أن سعر كيلو الحليب عند المنتجين كان خلال الأسبوع الماضي 1500 ليرة واليوم أصبح 1600 ليرة وفي الأسواق سيرتفع على أقل تقدير بقيمة 100 ليرة ليصبح سعر الكيلو 1700 ليرة وهذا الأمر سيؤدي لارتفاع الجبنة واللبنة، مبيناً أنه في حال ارتفاع كيلو الحليب 50 ليرة على سبيل المثال سيرتفع كيلو اللبنة بقيمة 150 ليرة وكيلو الجبنة بقيمة 300 ليرة.
وقد تحدثت واسائل إعلام محلية عن وصول أسعار الحليب ومشتقاته في أسواق دمشق خصوصًا إلى مستويات باهظة، حيث وصل سعر كيلو الحليب إلى 1700 ليرة وتراوح سعر كيلو اللبنة البلدية بين 7 و8 آلاف كما تراوح سعر كيلو الجبنة البيضاء البلدية بين 8 و10 آلاف وسعر كيلو الجبنة الشلل بين 16 و20 ألف ليرة.
نقص المحروقات والكهرباء مشكلة أخرى:
بدوره بيّن رئيس جمعية حماية المستهلك "عبد العزيز المعقالي"، أن عدم توافر المحروقات والكهرباء من العوامل التي تساعد على ارتفاع أسعار الحليب والألبان والأجبان إضافة لارتفاع أسعار الأعلاف..
لكنه اعتبر أنه ليس هناك أي مبرر لارتفاع أسعارها بهذا الشكل الحالي ووصول كيلو الحليب لحدود 1700 ليرة في الاسواق، موضحاً أن الارتفاع الحالي غير منطقي ولا يتوافق مع التكاليف المدفوعة من قبل المنتجين ومن المفترض أن تكون أسعار الحليب ومشتقاته أقل من الأسعار التي تباع في الأسواق حالياً.
ونوه بأنه من المقرر أن تصدر نشرة أسعار للألبان والأجبان من قبل التموين قريباً.
لا تنسيق بين الجهات المعنية:
ولفت "المعقالي" إلى وجود خلل في التسعير لأن هناك عدة جهات تقوم بالتسعير في وقت واحد وهذا الأمر يحتاج لتنسيق بين هذه الجهات، مؤكدًا أنه من المفترض أن يتم اعتماد نشرة الأسعار الصادرة عن وزارة التموين باعتبار أن هناك لجنة تسعير في الوزارة يشارك فيها بالتسعير مندوبون من اتحاد الفلاحين وجهات أخرى.