أزمة كهرباء قوية تضرب الصين وتجبر مصانعها على تقليص أيام العمل

أفادت وسائل إعلام ومواقع صينية شهيرة أن 3 مقاطعات شمال شرق الصين شهدت انقطاعا مفاجئا للتيار الكهربائي، وسط تقارير عن نقص في مخزونات حوامل الطاقة وفي مقدمتها الفحم لتشغيل محطات التوليد.

وأشار موقع China Macro Economy إلى أن "الفحم الحراري نادر جدا لدرجة أن الناس يكافحون لمجرد إبقاء الأضواء منارة، والبعض يفشل حتى في ذلك".

ونقل عن شركة "سينلينك" للأوراق المالية قولها إن "إجمالي مخزون الفحم المستخدم لتوليد الكهرباء والذي تحتفظ به المجموعات الست الكبرى لتوليد الطاقة في البلاد 11.31 مليون طن فقط، وهو ما يعد قادرًا على تلبية الطلب لفترة لا تتجاوز 15 يوما".

20 ولاية في الصين تبدأ تقنين الكهرباء:

تحدثت وسائل إعلام محلية صينية أن "أكثر من 20 من أصل 31 ولاية في المقاطعات الصناعية قد نفذت تدابير تقنين الكهرباء في الأسابيع الأخيرة، مما أثار انزعاجا واسع النطاق بين السكان".

وأكدت أن "بعض إشارات المرور في شنيانغ، عاصمة مقاطعة لياونينغ، توقفت فجأة عن العمل يوم الخميس الماضي، ما أدى إلى ازدحامات سير شديدة".

المصانع تتوقف عن الإنتاج:

هذا وقد أكدت العديد من المصادر أن "نقص الطاقة أثر على المصانع والمصنعين في جميع أنحاء البلاد، الذين اضطر العديد منهم إلى الحد من الإنتاج أو وقفه في الأسابيع الأخيرة".

وبات من الوضاح أن أزمة إمدادات الطاقة قد أصبحت حرجة للغاية في الأيام الأخيرة، مما يهدد شبكات الكهرباء بأكملها، وقد دفع ذلك المحللين إلى خفض توقعات النمو الاقتصادي في الصين لهذا العام.

في الاتجاه المقابل أفادت آخر الأنباء الواردة من الصين أن عدد كبير من المصانع أُجبر على تقليص أيام العمل الأسبوعية، لتخفيض استهلاك الكهرباء إلى أقل قدر ممكن وتوفيرها لاحتياجات السكان.

وبدأت المصانع والمنشآت التي كانت مضطرة للاستمرار بالعمل إلى استخدام مولدات الديزل لتلافي العطب والضرر الكبير في سلاسل الإنتاج.

لماذا دخلت الصين في أزمة طاقة مفاجئة؟

في الواقع إن السبب المباشر هو نقص الفحم؛ إذ يقول موقع Oil Price  إن هناك عدة أسباب لارتفاع أسعار الفحم الحراري، من بينها الإمدادات المتناقصة للأسواق العالمية، والانتعاش الاقتصادي بعد وباء كورونا، وأيضا تصاعد الخلاف التجاري مع استراليا الذي أدى إلى حالة من الكساد في تجارة الفحم، وأيضا سعي بكين للحد من انبعاثات الكربون قبل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في فبراير المقبل.

وتستهلك الصين أكثر من 3 بلايين طن من الفحم الحراري سنويا، ولكن لا تستورد سوى نحو 7 في المائة من هذا الفحم.

ودفع ارتفاع أسعار الفحم مجلس الكهرباء الصيني إلى نشر بيان يقول إنه "لضمان إمدادات الفحم الشتوية، تواصل شركات الطاقة زيادة مشتريات السوق -بغض النظر عن التكلفة- في ظل حالة الخسائر الكبيرة".