خطأ برمجي يجعل شركة ترسل عشرات الملايين لعملائها... والمدير يتوسل لاستعادتها

تسبب خلل في التحديث الأخير لمنصة التمويل اللامركزية كمبوند Compound في إرسال ما يقرب من 90 مليون دولار في صورة عملات مشفرة للمستخدمين، مما وضع رئيسها التنفيذي في وضعٍ لا يحسد عليه واضطره للتوسل إلى العملاء لعلهم يعيدونها طواعيةً.

ويعد هذا الخلل نقطة سوداء لمنصات العملات المشفرة، التي تأمل في قلب نظام التمويل التقليدي حيث لا تشمل منصات التمويل اللامركزي أو ما يعرف اختصاراً باسم DeFi على بنوك أو وسطاء آخرين يديرون الأموال، وبدلاً من ذلك تعتمد على "العقود الذكية" التي يتم إبرامها بين المستخدمين والتي يحكمها بالكامل تطبيقات الكمبيوتر.

ترفع هذه النوعية من الشركات شعار "التشفير هو القانون"، "Code is law"، للتأكيد على أن البرمجيات هي الحكم في النظام، وليس البشر غير المعصومين.

من جانبه، قال محلل السياسات البارز في منظمة أميركيون من أجل الإصلاح المالي "أندرو بارك"، وهي مجموعة مناصرة للمستثمرين كانت موجودة كناقد للعديد من مشاريع التشفير. "إذا كان لدي أموالي في منصة كمبوند، فما مدى إيماني بهذا النظام الآن؟".

ليس الخطأ الأول وليست حادثة عرضية:

في الواقع إن خطأ منصة كمبوند هو مجرد أحدث خطأ بارز. حيث توقف مشروع تشفير لساعات الشهر الماضي بعدما فشل النظام في معالجة النمو الهائل لمنصة التشفير، وفي أغسطس/ آب، استغل أحد المتسللين ثغرة أمنية في مشروع تمويل لا مركزي آخر ليحصل على ما قيمته 600 مليون دولار من العملات المشفرة التي أعادها المخترق لاحقاً.

وحدث الفشل الذريع هذا الأسبوع على Compound، وهي واحدة من العديد من منصات DeFi التي تسمح للمستخدمين بإقراض العملات المشفرة وكسب الفائدة.

كيف بدأ الأمر؟

بدأت المشكلة يوم الأربعاء، عندما وافق المستخدمون على تحديث النظام الأساسي لـ Compound الذي يحتوي على خطأ.

وقد قال الرئيس التنفيذي للشركة "برت ليسنر" على تويتر إن الخطأ تسبب في وصول الكثير من العملات المشفرة الخاصة بالمنصة والتي يطلق عليها اسم COMP إلى بعض المستخدمين.

لكن نظراً لأن المنصة لا مركزية وتتطلب فترة انتظار، فلا شركته ولا أي شخص آخر لديه القدرة على إيقاف توزيع هذه العملات المشفرة مؤقتاً.

وقال "ليسنر" إن التأثير اقتصر على 280 ألفاً عملة، والتي بلغت قيمتها يوم الجمعة حوالي 89.3 مليون دولار.

وبعدما نفى مستخدمو Compound وجود خطأ، هدد "ليسنر" على تويتر، بالكشف عن هوياتهم إلى دائرة الإيرادات الداخلية إذا لم يعيدوا معظمها. وفي وقت لاحق اعتذر عن التهديد.

وكتب ليسنر: "البروتوكولات اللامركزية مفتوحة المصدر هي مبكرة وصعبة. لكن كل زوبعة تؤدي إلى نظام أكثر قوة".