بسبب سلسلة حوادث مفاجئة... علماء ينذرون ببدء اختفاء القهوة
أنذر علماء مختصون من أن المؤشرات الجدية على بداية اختفاء نبات البن قد بدأت بالفعل، في ظاهرة قد تدق ناقوس الخطر وتحذر من اختفاء البن بشكل كامل من العالم في وقتٍ قريب.
أولى علامات الخطر:
حذر العلماء في أكثر من مناسبة، من أن مشكلة تغير المناخ قد يكون لها أثر كبير على قهوة الصباح، لكن الارتفاع الأخير في أسعار حبوب البن عالميا، هي بمثابة "أول علامة على حدوث ذلك بالفعل" كما يؤكد الخبراء.
ويتوقع الخبراء أن تقفز أسعار البن العالمية إلى 4.44 دولار للكيلوغرام الواحد هذا العام، وفقا لمؤسسة "IBISWorld". وذلك بعد موجة باردة ستشهدها البرازيل، إحدى أشهر المناطق في العالم المتخصصة بصناعة وإنتاج البن، حيث ستشهد البلاد انخفاض كبير لدرجات الحرارة في يوليو/تموز في منطقة رئيسية لإنتاج البن العربي في البرازيل قضت على ثلث المحصول.
ونقلت صحيفة "theguardian" عن "توم بيكر" مؤسس شركة "Black Roasters and Distillers" الواقعة سيدني ، تأكيده بأن الارتفاع المفاجئ لأسعار البن كان باهظًا جدا لدى وصول الشحنة الأولى هذا العام.
وقال مؤسس الشركة: "شعرنا باليأس لأننا توقعنا تحسن الأحوال، لكن هذا الارتفاع سيؤثر على كل شيء على كل البنود تكاليف التغليف والورق والملصقات... ارتفع سعر كل شيء".
أزمات سلاسل التوريد والشحن تزيد الطين بلةً:
تسببت الاضطرابات في سلسلة التوريد الناجمة عن جائحة "كوفيد 19"، بحدوث قفزات كبيرة في تكلفة حاوية الشحن الواحدة حيث ارتفعت من 3300 دولار إلى 10000 دولار.
وبدورها، نوهت الخبيرة "سوزي أو"، كبيرة محللي الصناعة في مؤسسة "IBISWorld"، إن تكلفة الشحن ساهمت في جعل أسعار حبوب البن الأخيرة تشهد أكبر ارتفاع منذ عام 2014.
وأشارت "أو" إلى أن "الظروف المناخية القاسية في البرازيل، والتي تعد أكبر مورد لحبوب البن في العالم"، ستساهم بالارتفاع أيضا.
سلسلة من موجات الجفاف:
بالإضافة إلى كل ذلك، عانى المزارعون في مناطق إنتاج البن في البرازيل من سلسلة من موجات الجفاف في السنوات الأخيرة، وبينما كانت فترة الصقيع المعتادة في شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، إلا أن المفاجأة كانت بأن الصقيع قد غدر بحبوب البن والمزارعين بغير موعده.
وضربت موجات الصقيع المترافقة مع درجات حرارة منخفضة جدا في أواخر يوليو/ تموز بعد أن أدت عصافة قادمة من أنتاركتيكا إلى تساقط الثلوج في التلال وانتشار الصقيع عبر أشجار البن في منطقة سيرادو مينيرو بولاية ميناس جيرايس.
وقالت البروفيسورة "ليزلي هيوز"، المتحدثة باسم مجلس المناخ وأستاذة علم الأحياء في جامعة ماكواري، إن "المزارعين في جميع أنحاء العالم أبلغوا عن تجارب مماثلة مع الحرائق والفيضانات والجفاف".
وتابعت "نحن نشهد أيضا بشكل متزايد استسلام المزارعين لأننا نشهد حدثا مناخيا شديدا غير طبيعيا يؤدي إلى ظواهر متطرفة تزداد تفاقما حول العالم، تتنوع بين الحرائق والفيضانات والجفاف وغيرها".
كل تلك العوامل أتت مجتمعة لتشكل تهديدًا جديًا لنبات البن، وتنذر الناس أن فنجان القهوة الصباحي المعتاد قد يختفي إن لم يحدث تحرك جدي في هذا السياق.