وتيرة الغلاء في سوريا تزداد تسارعًا... بعض السلع يرتفع سعرها مرتين باليوم
كانت أسعار السلع في الأسواق السورية تزداد طرديًا مع ارتفاع أسعار الصرف، فيتنبأ الناس مع كل انهيار لليرة السورية بزيادة الغلاء والتضخم.
لكن الأمر قد أخذ طابعًا جديدًا في الوقت الحالي، فبالرغم من أن الليرة السورية لم تعد تشهد تدهورات حادة ومفاجئة، وكل الإجراءات والرقابة التي تدّعي الحكومة تطبيقها، لا تزال أسعار السلع الغذائية ترتفع يومياً، ومنها ما يزيد سعره مرتين خلال اليوم الواحد حسب موزعي هذه المواد.
يقول بعض أصحاب المحال التجارية في ريف دمشق بأن "بورصة الأسعار تزيد يومياً، ونحن كبائعي جملة ومفرق ليس لنا حيلة سوى مجاراة الوضع والبيع وفق ما نشتري كي لا نخسر"، وأكد البائع أن بعض المواد يضطر لرفع سعرها مرتين يوميًا حسب نشرة الموزعين.
يؤكد عامل آخر في سوبر ماركت، في حديثه لصحيفة محلية، أنه في أحد المرات زاد الموزع سعر المادة وهو ضمن المحل بعد تلقيه اتصال من صاحب المعمل، وكله بحجة ارتفاع سعر المحروقات، فمعظم المعامل أصبحت تشتري المازوت لاستمرار أعمالها من السوق السوداء بــ ٣٥٠٠ ل. س على ما يقول.
علاوةً على ذلك لا ننسى ارتفاع أجور العمال وكل ما يدخل بالعملية الإنتاجية، هذا بدون الحديث عن تذبذب سعر الصرف الذي لم تجد له الحكومة حلاً، فهو يعد أكبر عامل مؤثر على عملية البيع والشراء، كما يؤكد موزعو المواد.
وتراجعت نسبة المبيعات لسلة واسعة من السلع الاستهلاكية بسبب خروج عدد كبير من ذوي الدخل المحدود من قائمة المستهلكين المحتملين لها، وتخلت الكثير من الأسر عن معظم حاجياتها واكتفت بالقليل من كل شيء، وفقًا لما ذكر صاحب محل غذائيات.
وفي جولة لصحيفة محلية على بعض أسعار السلع والخضار مؤخرًا، تم رصد ارتفاع سعر كيلو الفروج إلى ٧٥٠٠ ليرة سورية، والبطاطا ١٢٠٠، والبندورة ١٢٠٠، والخيار ١٩٠٠، والحليب ١٧٠٠، اللبنة ١٣٥٠٠، الجبنة ١٥٠٠٠، السكر إن وجد ٣٠٠٠، هذا عدا عن الفروقات في البيع بين محل وآخر.
أما المواطن الذي يشهد تدهور القدرة الشرائية لسيولته يوميًا، فهو مضطر للشراء مع تخفيف وإلغاء الكثير من أساسياته اليومية فمعظم الناس تخلت عن اللحوم والفواكه وتحولت لشراء الخضار بالحبة كما تخلت معظم العائلات عن الحليب ومشتقاته.