رغم العداوة الظاهرية بين البلدين... الاستثمارات الأمريكية في روسيا تتجاوز 96 مليار دولار
وفقا لتقرير جديد صادر عن غرفة التجارة الأمريكية في روسيا بالشراكة مع شركة الاستشارات العالمية "إرنست آند يونغ"، فقد ساهمت الشركات الأمريكية بما مجموعه 96.05 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر في روسيا منذ أن بدأت العمل في البلاد.
وجاء في التقرير السنوي السادس الصادر يوم الأربعاء الماضي: "خلال عملياتها في روسيا، حققت الشركات الأمريكية ما مجموعه 96.05 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة".
ويستند هذا التقدير إلى بيانات 160 شركة، بما في ذلك 92 شركة شاركت في الاستطلاع هذا العام، بالإضافة إلى المعلومات والبيانات العامة، من الشركات التي شملها الاستطلاع في السنوات الخمس الماضية.
وذكر التقرير أن الشركات التي شملها الاستطلاع ساهمت خلال العام الماضي بأكثر من 2.2 مليار دولار في الاقتصاد الروسي، مضيفا أنه هذا العام، من المتوقع أن يكون الرقم أقل قليلا- نحو 1.8 مليار دولار.
وذكر التقرير أن عدم اليقين الناجم عن الوباء ينحسر، والعلاقات المتوترة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية أصبحت طبيعة جديدة، وفي هذه الحالة، تستعد الشركات الأمريكية مرة أخرى.
وفي سياقٍ متصل، قالت 84% من الشركات الأمريكية إنها تخطط لإطلاق مشاريع جديدة في روسيا في المستقبل القريب - وهذا أعلى مستوى في تاريخ المسح الذي تجريه غرفة التجارة.
وأضاف التقرير أن ما يصل إلى 78% من المشاركين قالوا إنهم يعانون من الأثر السلبي للعقوبات على الأنشطة التجارية في روسيا، وهو أقل بنسبة 2% عن عام 2020.
هل ينتصر الاقتصاد على السياسة؟
استغرب البعض من النشاط الاقتصادي الأمريكي المتنامي في روسيا، حيث إن التوترات السياسية بين البلدين كانت وما زالت على أشدها في كل حين.
يقول "وسام سعادة" في مقال نشرته القدس العربي اللندنية "يظهر الرئيس الأمريكي جو بايدن عدائية حادة لنظيره الروسي بشكل لا يمكن التأسيس عليه لوحده، كذلك، لا يمكن التعامل مع هذه العدائية على أنها مزاجية عابرة، نحن هنا أمام منحى، وحيال حاجة أمريكية أولاً لتحديد من العدو".
وأشار الكاتب إلى أنه بعد اتخاذ الرئيس السابق "دونالد ترامب" الصين كعدو رئيسي له، عاد بايدن "إلى التحديد التقليدي للعدو الجيوبوليتيكي على أنه روسيا."
وفي الصحفية ذاتها، يقول "صادق الطائي" عقب تسلم بادين الحكم: "بدا التصعيد الأمريكي ضد روسيا أشد وطأة مما كان متوقعًا، إذ فتحت إدارة بايدن نيرانها مبكرا على موسكو، ولم تستثن حتى رأس الهرم، الرئيس بوتين، الذي طاله الاتهام هذه المرة وبوضوح، فعندما سئل الرئيس بايدن: هل تعتقد أن بوتين قاتل؟ أجاب «نعم اعتقد ذلك»، ما أشعل أزمة دبلوماسية".
كل تلك المناوشات التي كانت أشبه بحرب باردة جعلت من المستغرب أن نسمع عن تأسيس أي تحالف أو علاقة اقتصادي بين البلدين. لكن بينما تشتعل ميادين السياسة والإعلام بمختلف التصريحات غير المطمئنة، نجد أن الاقتصاد له رأي آخر...