حكومة أفغانستان الجديدة تتخذ الصين بديلًا اقتصاديًا عن الدعم الغربي
أعلنت الحكومة الأفغانية الجديدة، على لسان "ذبيح الله مجاهد" المتحدث الرسمي باسم حركة طاليان الحكامة في البلد، بأنها ستعتمد بصورة أساسية على الدعم الاقتصادي والمالي المقدم من الحكومة الصينية؛ بديلًا عن التبعيات الاقتصادية الغربية التي كانت قد ارتبطت بها الحكومة السابقة.
وأضاف "مجاهد" في حديثه مع صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية بأن الصين هي الشريك الأكثر أهمية للحكومة الأفغانية، وهي تمثل "فرصة استثنائية" لاستعادة الاستثمارات وإعادة بناء الدولة والبلد.
الجدير بالذكر أن غالبية الدول الغربية، بالإضافة إلى البنك الدولي، قد علقوا أو أوقفوا المساعدات المالية المقدمة إلى أفغانستان، عقب انتقال السلطة إلى حكومة طاليان، واضطرار القوات الأجنبية المسيطرة إلى الانسحاب من أراضي الدولة وترك زمام أمور الحكم للمسؤولين الأفغان بالكامل.
طريق الحرير الجديد... الأفغان يستخدمون الورقة الرابحة مع الصين:
وأوضح "مجاهد" أن طريق الحرير الجديد -وهي مبادرة لبناء البنية التحتية تريد من خلالها الصين زيادة نفوذها العالمي عبر فتح طرق تجارية- تحظى بتقدير بالغ من جانب الحكومة الأفغانية الجديدة المتمثلة بحركة طاليان.
يشار إلى أن طريق الحرير الجديد هو مشروع تجاري صيني ذو نظرة مستقبلية بعيدة، تسعى من خلاله الصين لامتلاك زمام التجارة والاقتصاد ومنافسة القوى العظمى. شاهد: الصين تسعى لإحياء طريق الحرير بأسلوبها الخاص... وهدفها يبدأ من العراق
وأكد المتحدث باسم طاليان إلى أنه بمساعدة الصين ستكافح الحركة لعودة اقتصادية قوية للبلاد.
معززًا كلامه بالقول: "بلادنا غنية بمناجم النحاس، التي بفضل الصينيين يمكن أن تعود للعمل والتحديث. بالإضافة إلى ذلك تعد الصين منفذنا للأسواق في جميع أنحاء العالم".
ثروات معدنية ضخمة تنتظر من يستثمرها:
هذا وتحتوي جبال أفغانستان على كميات ضخمة من الثروات الباطنية والمعادن النادرة، وما زالت الاستراتيجية التي تسعى من خلالها الحكومة الأفغانية الجديدة لاستغلال هذه الثروات غير واضحة؛ لكن المعادن قد تبدو جذابة بشكل خاص لدول مثل الصين.
وكان موقع "أويل برايس" (oilprice) الأميركي قد قدّر قيمة الموارد المعدنية غير المستغلة في أفغانستان بنحو تريليون دولار أميركي منذ سنوات، وذلك حسب إحصاءات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
بينما أكد بعض المسؤولين الأفغان أن الرقم الفعلي قد يكون 3 أضعاف ذلك، إذ تحتوي جبال أفغانستان على مجموعة واسعة من الثروات الباطنية، بما في ذلك النحاس والذهب والنفط والغاز الطبيعي واليورانيوم والبوكسيت والفحم وخام الحديد، والمعادن النادرة والليثيوم والكروم والرصاص والزنك والأحجار الكريمة، والتالك والكبريت والحجر الجيري والجبس والرخام.
شاهد: ما لا تعرفه عن أفغانستان... بلد يحوي ثروات ضخمة أهم من النفط ولا تقدر بثمن