خبراء يتوقعون زيادة كبيرة لأسعار الخبز في عموم الشرق الأوسط

يبدو أن ارتفاع أسعار القمح عالميًا يحمل أنباءً سيئة لمنطقة الشرق الأوسط بالتحديد، التي لا تستغني عن الخبز المصنوع من القمح كمصدر غذاء أساسي في عموم بلدانها. يأتي ذلك مع انكماش ملحوظ في إمدادات القمح العالمية، بسبب عوامل عديدة أهمها تغير المناخ، مما تسبب بأضرارٍ جسيمة لكبار مصدري القمح في العالم.

في هذا السياق تتوقع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، أن الاحتياطيات العالمية من القمح قد تنخفض إلى أدنى مستوى لها في الخمس سنوات المقبلة، مع تذبذب إمدادات المصدرين بشكل خاص.

وبعد ظهور هذه التوقعات المتشائمة مباشرةً، ارتفع سعر طن القمح المطحون في بورصة باريس أكثر من 250 يورو في حادثة غير مسبوقة منذ عام 2013.

وبحسب تقرير مفصل كانت قد نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، يتوقع المحللون أن يتضرر المستهلكون بموجة الغلاء تلك خلال الأسابيع المقبلة، ما يزيد الضغوط على البلدان الأقل دخلًا، خاصةً تلك المستوردة للقمح.

وتتوقع العديد من الإحصائيات والتقارير زيادة أسعار القمح على المستوى العالمي في أيلول/ سبتمبر المقبل بنحو 18 دولارا للطن، لتصل إلى 269 دولارا للطن مقارنة بـ251 دولارا في يوليو الماضي.

الجدير بالذكر أن مشترو القمح من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوحدهما يشكلون ما يقارب من 30 في المئة من مستوردي القمح عالميًا. مما يعني أن هذه المناطق تعتمد بشدة على القمح المستورد من الخارج.

وكانت وزارة الزراعة الأميركية قد خفضت توقعاتها الخاصة باستيراد القمح من منطقة شمال إفريقيا للقمح خلال 2022/2021.

كما أشار تقرير لوكالة "بلومبرغ" إلى أن مصر، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، حجزت شحنة واحدة خلال مناقصة 3 آب/ أغسطس الجاري، وهي أقل كمية تتعاقد عليها مصر منذ نحو عام.

سبب ارتفاع أسعار القمح:

بالحديث عن أسباب ارتفاع أسعار القمح، قال "طلعت الشوربجي"، وهو مستثمر ومستورد بقطاع الحبوب في تصريحاتٍ أدلاها لوكالة أنباء عربية شهيرة، إن "ارتفاع القمح إلى مستويات تجاوزت التوقعات على مدار الأسابيع الأربعة الماضية سببه التغيرات المناخية التي أضرت بالمحصول العالمي وخاصةً الروسي".

وفيما يتعلق بتأثير أسعار القمح على أسعار الدقيق عالميا، أكد "الشوربجي" أن "أسعار الدقيق ارتفعت مؤخرا بنحو 25 في المئة"، متوقعا أن ترتفع أسعار الدقيق بنسبة أكبر خلال الفترة المقبلة حتى لو استقرت أسعار القمح.

وأحال "الشوربجي" السبب في ذلك إلى موسم المدارس الذي بدأ في بعض دول المنطقة وهو ما يزيد خلاله استهلاك الدقيق ما يغذي ارتفاع الأسعار حتى منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل.