في عصر الإنسان المنحني... أنقذ نفسك من آلام وتشوهات الظهر باتباع هذه التعليمات

تتجه البشرية بشكل متسارع إلى العمل مع أقل قدر ممكن من الحركة، وفي حين أن جسم الإنسان تم تصميمه للحركة والنشاط على أن تكون الراحة هي استثناء، باتت الحركة في عصرنا الحالي هي الاستثناء في الوقت الذي يعمل فيه الناس على المكاتب وأمام الحواسيب.

كل ذلك تسبب بمشاكل جديدة ما اعتاد عليها البشر في الماضي، على رأسها آلام الظهر والرقبة وتشوهاتهما. ومع صعوبة أن نوجّه الناس إلى نمط حياة مختلف، فيوجد بعض النصائح التي تساعد على التأقلم مع نمط الحياة الحالي وتجنب تلك المشاكل الصحية.

الوقوف بوضعية الجسد الجيد:

لا يوجد وضعية مثالية للوقوف أو المشي، فالأمر يتفاوت بين الناس، وبشكل عام يوصي الخبراء باتباع ما يسمى وضعية الجسد الجيد.

في وضعية الجسد الجيد تكون أذنك وكتفك ووركك وركبتك وكعبك على خط مستقيم واحد، وغالبًا ما يكون ذلك صعبًا لمن اعتاد على الجلوس والمشي بشكل غير صحي، لكن نوصي بالتدرب على هذه الوضعية وتطبيقها.

اضبط جلستك لجعلها تتسبب بأقل الأضرار:

ليس من الصعب أن يعتاد جسدك على وضعية خاطئة، نظرك للهاتف المحمول لفترات طويلة أو حمل حقيبة الظهر بشكل غير سليم أو حتى ارتداء حذاء غير مناسب قد يتسبَّب في انحراف وضعية جسدك دون أن تنتبه.

 الوضعية المثالية للجلوس بشكل يجعلك تتلقى أقل الأضرار هي الجلوس منتصب الظهر ودفع صدرك للأمام مع المحافظة على رقبتك بنفس مستوى الكتفين قدر الإمكان.

لا تكثر النظر للأسفل:

إذا كنت تقرأ هذه الكلمات من خلال هاتفك المحمول فلا بد أن رأسك يتخذ "وضعية الرأس الأمامي" (Forward head posture)، وهي الوضعية التي قد يكتسبها رأسك نتيجة ثني رقبتك للأمام باستمرار أثناء استخدام هاتفك المحمول أو حاسوبك، وأصبحت مشكلة عامة في السنوات الأخيرة بسبب انتشار الهواتف المحمولة وسيطرتها على الجزء الأعظم من حياتنا اليومية، والمشكلات الناتجة عن هذا لا تنتهي، ليس أقلها مشكلات التنفس، ناهيك بمشكلة خشونة فقرات الرقبة وغيرها.

في الصورة أدناه مقارنة بين شخص تشوه شكل رقبته بسبب كثرة النظر للأسفل واستخدام الهاتف المحمول، وشخص آخر طبيعي:

اختر كرسيًا مناسبًا حتى لو كان باهظ الثمن:

في دراسة صادرة عن جامعة سينسيناتي الأميركية، بقيادة كيرمت دايفيس، بروفيسور الصحة العامة والعلوم البيئية، وشارك بها 843 موظفا من الجامعة نفسها، ملأ الموظفون استبانة لتقييم البيئة التي يعملون بها من المنزل، المكاتب والكراسي وأجهزة الحاسوب وغيرها. على الرغم من أن 58% من المشاركين كانوا يستخدمون كراسي مخصصة للمكتب، فإنها لم تكن كلها ذات جودة عالية. لم تمتلك كل الكراسي مساند للأذرع، أو لم يستخدم المشاركون المساند الموجودة بالفعل، أو كانت المساند معدلة بشكل خاطئ، وهذا يُشكِّل عبئا على عضلات الظهر العلوية، وضغطا على عضلات الذراع.

رصدت الدراسة أيضا غياب الدعم للجزء السفلي من الظهر، فإما أن المشاركين لا يستعملون مسند الظهر إطلاقا، أو لا يستخدمون دعامة أسفل الظهر، مما يُعرِّض الجزء السفلي من الظهر لعبء إضافي. نوع الشاشة مهم أيضا، فمقارنة بشاشات الحاسوب الاعتيادية، فإن شاشات الحاسوب المحمول تكون في مستوى منخفض أكثر عن العين، مما يُجبر ثلاثة أرباع المشاركين على ثني الرقبة لأسفل، وفي 31% من الحالات، لم تكن الشاشة الأساسية أمام الشخص مباشرة، ما يُجبره على ليّ الرقبة أو الظهر لرؤيتها، هذه المشكلات وغيرها تؤثر جدا على العمود الفقري كاملا، متسببة في الخشونة والآلام المبرحة على المدى الطويل.

ببساطة... حاول الوقوف أكثر:

قد يبدو الآن الجلوس لساعات طويلة أمام الحاسوب لإنهاء أعمالك أمرا غير محبب، لكن ماذا لو أنجزت أعمالك المكتبية وأنت واقف؟ شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا في مبيعات المكاتب الواقفة (Standing workstations)، وأصبحت أكثر رواجا بسبب بعض الدراسات التي تدَّعي أن الوقوف صحي أكثر من الجلوس، ويُقلِّل من مخاطر السمنة وأمراض القلب، ويحرق سعرات أكثر من الجلوس. قد لا يكون هذا دقيقا وبحاجة إلى المزيد من الدراسة، ولكن التناوب بين وضع الجلوس والوقوف قد يكون مناسبا ويدفعك للحركة باستمرار.