حتى لا تضيع مدخرات العمر... 4 طرق يخسر بها الناس أموالهم فلا تسمح بخداعك
يتميز زماننا الحاضر أن الجميع فيه أصبحت له صلاحية الحديث بكل شيء وفي أي وقت بغض النظر عن مستواه العلمي والثقافي. لذلك بتنا نستعرض يوميًا خلال تصفحنا لمواقع التواصل الاجتماعي أو خلال حديثنا مع الأصدقاء كمية كبيرة من المعلومات والتوصيات، وبات من الصعب أكثر أن نميز الخطأ من الصواب في خضم هذا السيل الهائل.
عندما يتعلق الأمر بالمال والتجارة، فيوجد 4 طرق أساسية شائعة للغاية يخسر الناس بها أموالهم عبثًا، سترونها في السطور التالية، فحاولوا اجتنابها ما استطعتم...
مشاريع الربح السريع:
المال لا ينمو على الأشجار ولا يهطل مع المطر، فتوقف عن الوقوع في فخاخ الاستثمارات السهلة والسريعة، ولا تجعل أحدً يقنعك بأنك ستكسب المال بسهولة لقاء القليل من الجهد.
تحقيق الثروة هو أمرٌ يحتاج خبرة وحنكة ودهاء، وإذا وصلت الثروة إلى يديك صدفةً وأنت غير مؤهل لذلك (لنفرض أنك فزت ببطاقة يا نصيب) ستجد نفسك كالطفل الذي يحمل بيديه أداة معقدة لا يجيد استخدامها ويرغب الجميع بسرقتها منه، فلا هو يحسن استعمالها ولا له طاقةٌ للدفاع عنها.
لذلك فكل من يغريك بفرصة استثمارية سهلة، أو بمشروع قليل المخاطرة سريع الأرباح، يمكنك أن تدرك أنه محتال بدون النظر في تفاصيل الأمر حتى.
المشاريع التي تصنف أنها قليلة المخاطرة غالبًا ما تدر أرباح متواضعة، أو أنها تحتاج رأس مال كبير. فإذا كنت مستثمرًا مبتدئًا من الجيد إيجاد مشروع قليل المخاطرة بربح متواضع حتى تدرب نفسك، لكن لا تجعل أحد يخدعك بأن هكذا مشروع سيحقق لك الثروة.
كورسات/ دورات التنمية البشرية:
يصف البعض التنمية البشرية بأنها ملعب الحالمين والكسالى، وهي ليست ذات ضرر كبير على المستوى المالي عندما يتوقف الأمر على بضع مقاطع فيديو على الإنترنت.
لكن الأمر تجاوز هذا الحد، فبتنا نسمع بعض المحتالين ذوي الشهادات الذين لم يجدوا لنفسهم عملًا وموهبةً إلا الكلام والفلسفة، يعلنون عن دورات أو كورسات ثمنها آلاف الدولارات، مدّعين أن من يحضرها سيضمن النجاح المالي كتحصيل حاصل.
يتجه البعض منهم إلى ما هو أبعد من ذلك، كدورات صناعة القادة والعظماء، فيجعلونك تتوهم أنك ستكون قائدًا أو عظيمًا لمجرد سماعك بضع كلمات رنانة جوفاء المعنى والمضمون.
تكمن المشكلة في هذا النوع من الاحتيال بأن أصحابه يثمنونه بأسعار باهظة للغاية، فيتوهم الإنسان أنه سيحصل على علم نادر وفذ، بينما يمكنه بربع هذا المبلغ التسجيل في دورات لتعلم مهارات حقيقية أو لغات أجنبية تجعله يلمس في نفسه تطورًا حقيقيًا.
أكاذيب التسويق الهرمي/ الشبكي:
من أكثر طرح الاحتيال انتشارًا والتي يمكن إدراجها ضمن مشاريع الربح السريع. بالنسبة للشركات التي تعتمد على هذا النوع من التسويق فالقيمة الحقيقية لا تكون بالمنتج إنما بالعميل، وغالبًا ما يستخدمون منتجات من الصعب معرفة فيما إذا كانت حقيقية أم لا (عشبة لتقوية المناعة – متممات غذائية – منشطات طبيعية – بعض مستحضرات العناية بالبشرة... الخ).
تنظر هذه الشركات إلى عملائها على أنهم أدوات، وتجندهم لخداع بعضهم بأساليب ماكرة، فيصبح العميل بحد ذاته متلهفًا لخداع جاره أو صديقه بنفس الطريقة التي خُدع بها. بالإضافة إلى ذلك، فغالبًا لا يرى العميل نفسه كمستهلك للمنتج، بل يتوهم أنه تاجر أو مسوق أو وكيل للشركة ويبدأ بالتحدث باسمها فعليًا.
لخصنا أهم مشاكل وسلبيات هذا النوع من التسويق بالتفصيل في مقالنا، من هنا.
الاستثمار في الأسهم والبورصة:
يدفع بعض الناس مبالغ طائلة في هذا النوع من الاستثمارات على اختلاف ألوانه ومسمياته، ويخرج الكثير منهم بخسائر صادمة تجعله يواجه الإفلاس حرفيًا.
في الواقع لا تعتبر هذه الاستثمارات على أنها استثمارٌ وهمي أو خادع فالربح منها ممكن والبعض بالفعل قد حقق ثروة بهذا الطريق. لكن الأمر يتطلب فهمًا واحترافية عالية، وإدراكًا للمخاطر، والإدراك قبل كل شيء أنه مقابل كل مستثمر ينجح بتحقيق ثروة يوجد المئات ممن ينتهون بالإفلاس والفشل. ناهيك عن المحاذير الشرعية لهذا الصنف من الاستثمارات.