لماذا تظهر لنا إعلانات لمنتجات بمجرد التحدث عنها؟ أسئلة هامة ستجدون إجابتها
تعرض لنا بعض المواقع مثل جوجل وفيس بوك إعلانات لمنتجات كنا نبحث عنها، وهذا أمر طبيعي أو بالأحرى اعتدنا على اعتباره طبيعيًا. لكن الذي يثير استغراب الناس وقلقهم بحق هو عندما يرون إعلانً لمنتجٍ بمجرد التحدث عنه مع أحد أفراد العائلة أو صديق.
في سياق شرحه لمبدأ عمل المواقع العالمية وعرضها للإعلانات، يوضح لنا استشاري تقنية المعلومات والتحول الرقمي المهندس "إسلام غانم"، بأن هذه الظاهرة تحدث أكثر على موقعين اثنين بصفة أساسية، الأول له علاقة بمجموعة فيسبوك والتي تشمل الوتساب والإنستغرام والفيسبوك، والمجموعة الثانية مجموعة غوغل.
وجميع المواقع التي تندرج تحت اسم هذين الشركتين العملاقتين، تمتلك تقنيات ذكاء اصطناعي تسمع الكلمات التي ينطق بها الشخص وتبدأ في استخدامها استخداما تجاريا بعد تحليلها.
عندما تحتاج لشراء حاسوب محمول وتكرر كلمة مثل "لابتوب"، فهذا الجهاز يأخذ هذه المعلومة من المكالمة ويبعث بها على محركات البحث على الفيسبوك على سبيل المثال، الذي تجمعه اتفاقية تبادل بينه وبين محركات البحث الأخرى لاستغلالها بشكل تجاري، وفقا للخبير.
هل يسمع أشخاص حقيقيون حديثنا؟!
يتابع "غانم" حديثه موضحًا أن "هذه الخدمة تتيح إرسال الكلمات المتكررة إلى موقع مثل غوغل مثلا، وعندما تستخدم التطبيقات الخاصة به تجد إعلانات عن هذه الأشياء التي تتحدث عنها، وهذه الخاصية لا تعني أن هناك أشخاص يسمعون أحاديثنا وإنما جهة تسمع بعض الكلمات المتكررة وتقوم بتحويل الكلمات التجارية، والتي قد تكون أحذية أو أجهزة إلكترونية أو غيرها، ومن بين ملايين الكلمات تلتقط هذه الأجهزة الكلمات المتكررة وتبدأ الترويج للأشياء التي قد تحتاج تشتريها".
شريحة الهاتف تلعب دورها:
يشرح لنا المهندس أن "النقطة الثانية هي الشريحة التي توجد في هاتفك والتي تحدد موقعك، وعندما يتحدد موقعك الذي قد يكون داخل محل للهواتف المحمولة مثلا، هذه طريقة غير مباشرة لمعرفة توجهاتك ورغباتك الشرائية، وبالتالي يتم الترويج لمنتجات الهاتف المحمول على سبيل المثال، فتطبيقات فيسبوك وغوغل هي تطبيقات مجانية لكنها تستفيد بشكل تجاري، ولا يكون هدفها التجسس وإنما معرفة معلومات لأغراض تجارية".
هل يمكن أنهم يحتفظون بمكالماتنا؟
يؤكد الخبير أن فكرة تسجيل المكالمات لهذا العدد الهائل من مستخدمي التطبيقات حول العالم تحتاج سيرفرات كبيرة وتكاليف باهظة، ولا يمكن تسجيل كل مكالمات المستخدمين حول العالم لكن يمكن الاستفادة من هذه الشيء بشكل تجاري، عبر معرفة الكلمة المتكررة وبث إعلانات عن المنتج المقصود، فلا يشكل ذلك خطورة أمنية على المستخدم.
ويضيف استشاري تقنية المعلومات والتحول الرقمي، أن هذا الشيء هو اختيار متاح ضمن سياسة التطبيق، فمثلا في غوغل يتم ترك خيار يخبرك أنك تستخدم البرنامج بشكل مجاني والبريد الإلكتروني بشكل مجاني، في مقابل الاستفادة من موقعك عبر تسجيل الكلمات التي تبحث عنها وتخزينها واستغلالها بشكل تجاري.
المشكلة الحقيقية:
بالنسبة للكثيرين فإن المشكلة الحقيقية ليست في آلية استخدام هذه البيانات حاليًا لأجل عرض الإعلانات، بل بالقدرة على الوصول إليها. فليس من المهم إن كانت هذه الشركات تسجل مكالماتنا أم لا، بل السؤال أنها إذا أرادت ذلك هل ستتمكن من فعله (لأغراض استخباراتية أو أغراض تنافي مصالحنا) أم لا؟