في خطوة مفاجئة: إيران توقف إمداد العراق بالكهرباء وتطالبه بالتالي
أكدت وكالة فارس الإعلامية الإيرانية، يوم الثلاثاء الماضي 10 آب، خبر إعلان وزارة الكهرباء الإيرانية عن تعليق تصدير الكهرباء إلى العراق.
وبالرغم من كون العراق من البلاد الرائدة في الثروات النفطية، لكن عندما يتعلق الأمر بمجال الطاقة يكون جل اعتماده على إيران، إذ يستورد العرق ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء من إيران. والسبب وراء ذلك يكمن في بنيته التحتية المتهالكة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة.
المطالبات الإيرانية:
تطالب إيران حكومة العراق بسداد ما يزيد عن 6 مليار دولار من المتأخّرات، هي فواتير مستحقّة على وزارة الكهرباء العراقية التي تمنعها العقوبات الأميركية من دفع أي مبلغ بالدولار لإيران.
في الاتجاه المقابل كانت مصادر غربية وعراقية قد أبلغت وكالة "فرانس برس" في وقتٍ سابق من هذا العام بأن المسؤولين العراقيين مُنحوا ضوءًا أخضر من الولايات المتحدة للإفراج عن الأموال المستحقة لإيران، مقابل واردات الغاز، والبالغة ملياري دولار، عبر حساب مصرفي سويسري.
إعقاء لمدة 120 يومًا:
هذا وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد منحت العراق في آذار/ مارس الماضي، إعفاءً مدته 120 يوماً، كي يسدد مقابل واردات كهرباء من إيران.
وهذا الإعفاء الأول الذي يعطى في ظلّ إدارة "جو بايدن" ولأطول مدة يسمح بها القانون، وأتى قبل أيام من "حوار استراتيجي" بين العراق والولايات المتحدة.
وانسحبت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة "دونالد ترمب" من الاتفاق النووي مع إيران وأعادت في نهاية 2018 فرض عقوبات عليها، ما يحول دون تعامل الكثير من الدول والشركات العالمية مع الحكومة أو مع شركات إيرانية خوفاً من أن تطالهم العقوبات.
وقد واصلت الإدارة الأميركية منح إعفاءات للعراق إلى حين أن يعثر على موردين آخرين، وكان آخرها في كانون الثاني/ يناير الماضي لمدة 3 أشهر.
وبموجب الإعفاء الأخير الذي أعطته إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، استطاع العراق الاستمرار في استيراد الكهرباء والغاز من جارته الشرقية لأربعة أشهر، أي منذ مطلع نيسان/ أبريل وحتى مطلع آب/ أغسطس الجاري. وهذا الإعفاء هو الأطول أمداً بين الإعفاءات السابقة، وهو أقصى ما يسمح به القانون الأميركي.