الذكاء الاصطناعي يتفوق على قدرة البشر بالاحتيال... تجربة أثبتت حقائق صادمة
ثار فضول الباحثين وقلقهم بعد الاطلاع على نتيجة تجربة أثبت الذكاء الاصطناعي فيها قدرته على معالجة اللغات وأساليب الإقناع البشرية، وذلك بعد أن نجح في صياغة محتوى رسائل بريد الكتروني احتيالية باحترافية فائقة.
وتخوف العلماء نتيجة ذلك أن يتوجه المحتالون في المستقبل القريب إلى استخدام تقنيات معتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، كداعم للخدمات المتوفرة فعلًا بأسعار رخيصة، والتي قد تساعدهم على صياغة الرسائل الاحتيالية، وتحديداً رسائل التصيّد.
الذكاء الاصطناعي يتفوق على قدرة البشر بالاحتيال:
في خضم فعاليات مؤتمرٍ عُقد في مدينة لاس فيغاس، عرضت الوكالة الحكومية للتكنلوجيا في سنغافورا تجربةً قد أشرف فريقها على تنفيذها.
وتمحورت التجربة حول إرسال رسائل احتيال أو تصيّد عبر البريد الإلكتروني، وهي من أشهر أنواع هجمات الاختراق. كما أن الهدف الرئيسي من هذه الرسائل هو دفع المستلم للضغط على الرابط الضار الموجود فيها، وفق ما نقل موقع "البوابة العربية للأخبار التقنية".
وتم إرسال تلك الرسائل إلى 200 شخص ليسوا على دراية بالتجربة. إذ كانت الرسائل مقسمة إلى جزئين: أحدهما مكتوب من طرف البشر بأيدي مطلعين على هذا المجال، والجزء الآخر كتبه الذكاء الاصطناعي.
للتنويه: الروابط الموجودة في هذه الرسائل لم تكن روابطًا ضارة بالطبع، إلا أنها كانت تبلغ الفريق بعدد النقرات لا أكثر.
وبشكلٍ مفاجئ وغير متوقع، نجحت الرسائل التي كتبتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق عدد أكبر من مرات الضغط على الرابط المخادع مقارنةً بالرسائل التي كتبها البشر، والنسبة كانت أكبر بفارق كبير.
تعليقًا على ذلك، طمأن الفريق بأن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على تقديم مستوى مرتفع هو أمر لازال حتى الآن يكلف ملايين الدولارات، لذلك فيمكن اعتباره بيد الشركات الضخمة أو الحكومات، وليس الأفراد.
ماذا عن المستقبل... هل سنخدع من طرف أنظمة غير بشرية؟
يعتقد الخبراء أن المحتالين لن يحتاجوا لتطوير أنظمة كاملة. وبدلًا من ذلك، يمكنهم استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي المعدة مسبقًا، والتي يمكن التعامل معها بسهولة وبدون الحاجة لمعرفة برمجية.
كما يمكن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر مثل OpenAI وغيرها.
وخلال التجربة استخدم الفريق نموذج OpenAI GPT-3 إلى جانب الاعتماد على خدمات AI أخرى متاحة، وكانت هذه الخدمات تساعد على فهم وتحليل الشخصية المستهدفة، وذلك لجعل خداعها أكثر يسرًا.
ورغم النتائج والأرقام الممتازة التي تم تحقيقها ضمن هذه التجربة. إلا أن الفريق المسؤول قد أوضح أن حجم العينة المستهدفة والذي كان 200 شخص فقط لا يكشف عن نتائج نهائية، وفي حالة تكرار نفس التجربة على عينة أكبر فقد تختلف النتائج.
كما أن الرسائل التي تمت كتابتها من طرف أشخاص حقيقيون ضمن التجربة قد لا تكون بنفس مستوى الرسائل المكتوبة من طرف مخادعين محترفين. إلا أن الباحثين قد أشادوا بمستوى احترافية الرسائل التي كتبها الـAI.