اعتبره البعض إعلان هزيمة... السودان تشتري الكهرباء من إثيوبيا رغم أزمة النهضة
قالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية نقلًا عن وزير الطاقة " جادين علي عبيد" قوله إن السودان يجري محادثات مع إثيوبيا لشراء ألف ميجاوات من الكهرباء.
وفي الخبر الذي أوردته وكالة رويترز أيضًا، فإن السودان يستورد بالفعل نحو 200 ميجاوات من إثيوبيا، وهو ما يشكل نحو 10% من احتياجات البلاد.
هذا وقد نقلت وكالة الأنباء "سونا" عن الوزير السوداني قوله إن "خبراء من هيئة كهرباء إثيوبيا زاروا الخرطوم في الشهر الماضي من أجل إجراء الدراسة اللازمة بشأن بناء خط الطاقة الكهربائية، وأن الخبراء السودانيين سيزورون إثيوبيا قريباً لاستئناف المحادثات في هذا الإطار."
وأوضح الوزير أن هذا العمل جزء من "الربط الشبكي المخطط له مع دول القرن الإفريقي"، مؤكداً أن الربط الشبكي مع دول الجوار الإفريقي هو من استراتيجية الدولة ومدعوم بواسطة التمويل الذي قرره البنك الدولي للسودان.
أزمة قديمة:
الجدير بالذكر أن إثيوبيا على خلاف مع السودان ومصر بشأن سد بمليارات الدولارات تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق لتوليد الكهرباء، تسميه إثيوبيا "سد النهضة".
وبعد إكمال إثيوبيا للملء الثاني من سد النهضة نهاية الشهر الماضي، قالت وزارة الري والموارد المائية السودانية إن مستوى مياه النيل في العاصمة الخرطوم سيصل إلى منسوب الفيضان.
وحذرت جميع القطاعات من أن المياه سترتفع بمتوسط 15-25 سنتيمترا، وأن على المواطنين في كل القطاعات أخذ كل التحوطات اللازمة.
ويشهد السودان فيضانات وسيولا عاتية عادة في كل موسم خريف، تؤدي إلى إتلاف ملايين المنازل وتدمير وسائل سبل كسب العيش، بسبب ضعف البنية التحتية.
راية بيضاء:
وفقًا للأحداث الأخيرة فقد اعتبر مراقبون تحركات السودان الأخيرة على أنها رفع للراية البيضاء أمام إثيوبيا بشأن أزمة السد، فيما اعتبر آخرون أن السودان مضطرة لموقفها الحالي وهي ليست في وضع يسمح لها برفاهية الدخول بالمزيد من الأزمات مع دول الجوار.
وفي موقفٍ اعتبره البعض حلقة من سلسة المساعي لتجميد أزمة السد، وجه سفير مصر في أديس أبابا "أسامة عبد الخالق"، رسالة إلى رئيسة إثيوبيا خلال استقباله وتوديعه بمناسبة قرب انتهاء عمله في إثيوبيا.
وقال السفير المصري إنه برغم التحديات المتعلقة بعدم التوصل لاتفاق قانوني وملزم وعادل لقواعد ملء وتشغيل سد النهضة فإن الروابط التاريخية بين الشعبين والحضارتين العظيمتين المصرية والإثيوبية حاضرة وأزلية وتستحق العمل من أجل وضعها في مكانها الصحيح والارتقاء بمصالح الشعبين، في إطار من الاحترام المتبادل ومبادئ حسن الجوار والقيم الإفريقية العريقة.