بيانات جديدة تنعش الليرة التركية... وخبراء يناقشون احتمالية استمرار التحسن
تنتعش الليرة التركية خلال تداولات اليومين الماضيين بشك ملحوظ، عقب البيانات الأمريكية الخاصة بقطاعي التوظيف والتصنيع، والتي أدت إلى تراجع لافت طرأ على مؤشر الدولار الأمريكي، مما أثر إيجابًا على سعر الذهب، مع العملات الرئيسية، وأصول المخاطرة مثل الليرة التركية.
وذلك في حين وصل سعر الدولار في تركيا خلال تداولات اليوم في ذروة تحسنه إلى 8.29 بنسبة تحسن تقارب 0.4%. وكان أغلق البارحة على سعر 8.3440 ليرة تركية للدولار الواحد.
وتستفيد الليرة التركية من ضعف الدولار في ظل تباين المؤشرات الأمريكية الدالة على التعافي الاقتصادي، وتأكيد الاحتياطي الفيدرالي بأن السياسة النقدية ستظل ميسرة. بينما يؤكد المركزي التركي بأن السياسة النقدية مشددة بما فيه الكفاية، بما يوحي باستقرار جديد لمعدلات الفائدة في الشهر الجاري.
وعلى الرغم من مخاوف انتشار سلالات جديدة من الفيروس، بما قد يؤخر حركة السياحة العالمية وعودتها، وبالتالي يؤثر سلبًا على الاقتصاد التركي، إلا أن داعمو الليرة التركية يظهرون مزيدًا من القوة.
مستويات هامة تنذر بمزيد من التحسن:
كانت القراءة الفنية البارحة تشير لاستقرار الليرة التركية عند 8.3750 ليرة تركية لكل دولار لو أغلق دون 8.3910.
وتتمثل أهمية مستوى 8.3750 في أنه المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، وهو التجاذب بين البائع والمشتري، وأي إغلاق دونه يدل على كسر شوكة مشتريي الدولار، وزيادة لقوة مشتريي الليرة التركية. وهذا ما حدث حين أغلقت الليرة تداولاتها عند 8.34 للدولار الواحد.
وبناءً على ذلك فيبدو أن المزيد من التحسن ينتظر العملة التركية خصوصًا بعد أن تجاوزت مستويات هامة وتهيئت لها الظروف المناسبة للانتعاش. على أي حال فالتوقعات لا زالت متفائلة لكن بشكل محدود، ولا مجال للحديث عن مستويات أقل من 8 ليرة للدولار الواحد حتى الآن.
تحديات تواجهها تركيا في قطاع السياحة والنقد:
يعتبر قطاع السياحة من أهم القطاعات في الاقتصاد التركي، وهو رافد هام لخزينة الدولة من العملة الأجنبية، ومشغل للعديد من قطاعات التجارة والاقتصاد.
وخلال النصف الأول من العام الحالي 2021، بلغ إجمالي إيرادات السياحة الوافدة إلى تركيا بحسب البيانات الرسمية، نحو 3 مليارات دولار أمريكي، مقارنة مع 7.98 مليارات دولار في النصف الأول 2019، بينما لم تنشر أرقام النصف الأول 2020.
وخلال كامل العام الماضي، بلغ إجمالي السياحة الوافدة إلى تركيا، 15.8 مليون سائح، معظمهم زاروا تركيا منذ مطلع 2020 حتى منتصف أبريل/نيسان 2020، قبل إعلان وقف حركة الطيران، بإيرادات 12 مليار دولار.
بينما بلغ عدد السياحة الوافدة إلى تركيا خلال العام 2019، نحو 51.86 مليون سائح، فيما بلغ مجمل إيرادات السياحة الوافدة في ذلك العام، 34.52 مليار دولار، بحسب البيانات الرسمية.
وإلى جانب تضرر قطاع السياحة، تجاوز عجز الميزان التجاري التركي حاجز 21 مليار دولار أمريكي خلال النصف الأول 2021، وسط قفزة حادة في الواردات التركية من الخارج.
كل ذلك يشكل مجموعة من التحديات يواجهها الاقتصاد التركي وتمثل عقبة يجب التفكير مليًا بالتخلص منها في الفترة القادمة.