أمازون تقتحم السوق المصرية ببادرة جديدة... وتخوفات من الاحتكار

في خطوةٍ اعتبرها البعض قفزة لتقنيات التجارة الإلكترونية في السوق المصري، أعلنت شركة أمازون الشهيرة، قبل أيام، عزمها إطلاق موقع أمازون مصر الإلكتروني (Amazon.eg) هذا العام، الأمر الذي ينعكس على الشركات والبائعين المحليين في مصر.

وبموجب إعلان أمازون، فتحت الشركة العالمية الباب أمام البائعين للتسجيل من خلال الأداة المخصصة لإدارة أعمال البائعين (Seller Central Amazon).

كما أتاحت الشركة الفرصة لشركاء البيع المسجلين مسبقًا على سوق دوت كوم، للانتفاع من البيع من خلال شركة أمازون على اعتبار أن شركة سوق دوت كوم مملوكة لأمازون.

الجدير بالذكر أن أمازون هي أشهر وأضخم شركة تسوق على المستوى العالمي، ويمتلكها أغنى رجل بالعالم "جيف بيزوس". وباتت الشركة تركز في الآونة الأخيرة على توسيع نشاطها في الدول النامية.

مكاسب عديدة وتخوفات من الاحتكار:

يصف الخبير الاقتصادي "أحمد معطي" هذه الخطوة لشركة أمازون بالهامة جدًا، خاصة أنها تأتي في التوقيت الذي تدعم فيه الحكومة المصرية الشركات الصغيرة والمتوسطة، واصفًا الأمر بنقطة التقاء للحكومة المصرية مع موقع أمازون الذي يدعم هذا النوع من الشركات والبائعين.

ويضيف "معطي" في حديثه مع وكالة أنباء عربية، أن حوالي 50 في المئة من المنتجات التي تباع من خلال أمازون تأتي من الشركات الصغيرة والمتوسطة، لافتًا إلى أن تدشين موقع جديد في مصر سوف يسهم في زيادة مبيعات أمازون، التي وصلت في عام 2020 إلى 386.06 مليار دولار، بينما وصل صافي الإيرادات إلى 21.33 مليار دولار، وهي الأرباح الأكبر في تاريخها.

ويتابع: "نستطيع القول إن أمازون أقرب إلى احتكار سوق البيع الإلكتروني، لأنها تقدم العديد من المميزات الهامة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة، منها: أن لديها مستودعات تخزين هي الأكبر في العالم بأكمله، مما يوفر على البائعين تكاليف التخزين، إلى جانب خدمات متميزة في التوصيل والتسويق، وهو ما يعود بالمكاسب على الجميع".

النصف الممتلئ من الكأس:

يتوقع "معطي" حدوث طفرة سوف يشهدها السوق المصري عندما تبدأ أمازون في العمل بمصر، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستكون بمثابة الدافع لدى عدد كبير من الشباب لخوض غمار الاستثمار، وتأسيس الشركات، وهو ما يدفع عجلة الاقتصاد، ويحد من معدل البطالة.

كما أن أنماط الاستثمار في مصر سوف تشهد تغييرات مهمة، جراء تحول عديد من الشركات إلى التسويق الرقمي، وإغلاق منافذ التسويق التقليدية، وهو ما سيعود بالضرورة على زيادة حجم التجارة الإلكترونية.

ويختتم الخبير الاقتصادي حديثه بالتأكيد على أن وجود أمازون في مصر من شأنه تعزيز روح المنافسة والابتكار، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة المستهلك والمواطن.

وتعمل شركة أمازون في مصر منذ عام 2017 بعد استحواذها على موقع سوق دوت كوم، كما تمتلك 15 محطة توصيل في جميع أنحاء البلاد، مع وجود فريق عمل محلي يتخطى الـ 3,000 فرد، ومن المتوقع أن تسهم خطوة إنشاء موقع إلكتروني خاص بمصر في توسعات كبيرة في البلاد.