إمدادات النحاس العالمية في خطر بعد إضراب أكبر منجم في العالم

تواجه أسواق النحاس في العالم - التي تعاني شحاً في الأصل - تهديداً جديًا بتعطل الإمدادات من أكبر منتج للمعدن على الصعيد العالمي بسبب الإضراب المتزامن في ثلاثة مناجم في تشيلي.

يأتي أكبر تهديد للإمدادات العالمية من النحاس إلى حد بعيد من منجم "إسكونديدا"، الذي يعتبر أضخم منجم للنحاس في العالم، حيث رفض العمال عرض الأجور الأخير للمالك BHP Group في تصويت جرى الأسبوع الماضي. وما لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق في المحادثات التي توسطت فيها الحكومة هذا الأسبوع، فقد تبقى السوق متروكةً بدون إمدادات من مشروع أنتج العام الماضي 1.2 مليون طن متري من النحاس.

يواجه منجمان آخران أصغر حجماً هما Codelco’s Andina وJX Nippon Mining & Metals’ Caserones، نفس التحدي، بينما تجري تشيلي، الدولة التي تمثل أكثر من ربع الإنتاج العالمي من النحاس، مجموعة كبيرة من المفاوضة الجماعية في وقت حساس بشكل خاص لقطاع المعادن وللحياة السياسة في البلاد.

التحفيزات الحكومية تخلق طلبًا كثيفًا على المعادن:

تتفاقم التوترات العمالية في وقتٍ عززت فيه تريليونات الدولارات من التحفيز الحكومي حول العالم الطلب على المعادن الصناعية. وارتفعت العقود الآجلة للنحاس على مدى الأسبوعين الماضيين بعد تراجعها من أعلى مستوى لها على الإطلاق في مايو/ أيار، وزادت الأسعار اليوم الاثنين، بنسبة 0.6% لتصل إلى 9787 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن، وتم تداولها عند 9750 دولارًا صباحًا في شنغهاي.

وبينما تنظر الدولة في زيادة الضرائب للمساعدة في حل أوجه عدم المساواة التي تفاقمت بسبب الوباء، مع قرب الانتخابات الرئاسية، تسعى الشركات جاهدة لإبقاء تكاليف العمالة تحت السيطرة مع تدهور جودة الخام وبدء أسعار المدخلات في الارتفاع.

وفي تصويت الأسبوع الماضي، رفض الأعضاء اقتراح شركة BHP بأغلبية ساحقة بلغت 99.5%. ويقول قادة النقابات إن الشركة تقدم مكافآت كبيرة لمرة واحدة مقابل ساعات أطول ومطالب جديدة في محاولة لتعزيز الإنتاجية والأرباح. وقالت BHP إن اقتراحها تضمن شروطًا أفضل ومزايا جديدة وإنها لا تزال منفتحة على الحوار.

بدوره، قال اتحاد العمال: "نأمل أن يكون هذا التصويت القوي بمثابة دعوة إيقاظ حاسمة لـ BHP لبدء مناقشات جوهرية للتوصل إلى اتفاقات مرضية، إذا كانت تريد تجنب صراع طويل قد يكون الأكثر تكلفة في تاريخ الاتحاد في البلاد".