لماذا ندفع رسوم الجمارك؟ معلومات لافتة قد تسمعها لأول مرة

رسوم الجمارك هي أموال تفرض الدول دفعها كضرائب على السلع المستوردة من الخارج، إذ تدفع هذه الرسوم أثناء عبور السلع للحدود ودخولها منطقة التراب الجمركي الخاضع للضريبة أو خروجها منه.

وما يُقصد بالتراب الجمركي الخاضع للضريبة هنا، هو الجزء من الأرض (بما في ذلك الموانئ والمسطحات العائمة والمنشآت الواقعة بالمياه الإقليمية) من جميع التراب الوطني باستثناء المناطق الحرة التي لا تسري عليها القوانين الجمركية الوطنية كلها أو بعضها وتكون معفية من أداء هذه الرسوم.

نظرة على تاريخ الجمارك:

اعتمد البشر مفهوم الجمارك والتعريفة الجمركية على نطاق واسع منذ زمانٍ طويل، وأبرز مثال على ذلك من التاريخ القديم هو حضارة ما بين النهرين في العراق، حيث كانت العراق هي أول دولة اهتمت بتطبيق الجمارك. وقد أُقرت الأنظمة والقوانين الخاصة بالتعريفة الجمركية في العصر الروماني.

أما في العصور الوسطى، فقد ظهرت الجمارك في بريطانيا، ثم قرر حكام المقاطعات الفرنسية فرض هذه التعرفة على البضائع التي تصل إليهم، في حين فُرضت رسوم أخرى على السلع المنتجة في فرنسا.

بالنسبة إلى العصر الإسلامي فقد انتشرت الجمارك بشكلٍ آخر، إذ لم تكن الجمارك معروفًة حتى عهد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أما كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – كانت الدولة حينها تعرّف الجمارك بنظام العاشور.

الجدير بالذكر أن بعض أشكال الجمارك الحديثة هي محرمة بالتعاليم الإسلامية، وهو موضوعٌ آخر له تفاصيل يطول شرحها.

لماذا ندفع الجمارك (لماذا تفرض الدول الجمارك)؟

للدول أهداف عديدة من فرض نظام جمارك على البضائع القادمة من الخارج، وأهم هذه الأسباب يتلخص بـ:

  • وضع حركة التجارة في البلد بمتناول يد الحكومة، مما يساهم بالحد من الأنشطة غير القانونية ومكافحة التهريب.
  • الحفاظ على استقرار اقتصاد الدول، والحفاظ على الاستقرار الوظيفي (وصول بضائع جاهزة قد يقلص من فرص العمل بالصناعة).
  • تحفيز ودعم الأنشطة الاستثمارية المحلية (البضاعة المحلية ستكون أرخص لأنها بلا جمارك).
  • الحصول على موارد مالية لخزينة الدولة.
  • حينما تكون زمام الأمور التجارية في يد مؤسسة حكومية سيسهل تقييم ومعالجة مستجدات الاقتصاد.
  • عدم السماح للبضاعة الأجنبية بمنافسة المنتج المحلي والإضرار بتجار ومستثمري البلد.

كيف تُحتسب الجمارك؟

تقوم الجهات المسؤولة بتقدير رسوم الجمارك بالنسبة للواردات على أساس القيمة التجارية للسلع المستوردة بعد إضافة كل من مصاريف الشحن والنقل إلى حين دخولها التراب الجمركي الخاضع للضريبة، بدون أن ننسى تكلفة التأمين على هذه السلع.

غالبًا ما يتم احتساب القيمة التجارية للسلع المستوردة بالاعتماد على الفواتير التي يعطيها المستوردون كإحدى الوثائق المرفقة بالتصريح الجمركي.

وإذا ثبت للإدارة الجمركية ما يفيد بوقوع غش في هذه الفواتير بنية التهرب الضريبي عبر التصريح بأسعار دون الأسعار الحقيقية، فحينها سيتم اتخاذ إجراءات مضادة واحتساب القيم بشكل آخر.

عادةً ما تكون الرسوم الجمركية على شكل نسب مئوية من قيمة السلع المستوردة، أو عبارة عن مبالغ جزافية تؤدى عن كل وحدة قياس من الكمية المستوردة (كيلوغرام، لتر، متر…).

التخليص الجمركي:

من المصطلحات التي نسمعها كثيرًا عند الحديث عن الجمارك، ويُقصد به صدور وثيقة من هيئة الجمارك تؤكّد فيها لطرف الشحن أنّ جميع الرسوم الجمركية دُفعت، وأنّ البضائع جاهزة للتصدير، كما يُقصد به عملية مرور البضائع من خلال هيئة الجمارك لنقلها إلى الوجهة المطلوبة، سواء من أجل تصديرها إلى خارج البلد أو استيرادها إلى داخله.