هجمة حكومية صينية تبث الذعر بالأسواق... العقارات هدف قادم بعد التكنلوجيا والتعليم
شنت السلطات الصينية في الآونة الأخيرة، حملةً وهجومًا شرسًا على شركات القطاع الخاص، متهمةً إياها بالوقوف وراء عدم المساواة وزيادة المخاطر المالية وتحدي سلطة الحكومة.
وعلى إثر ذلك وسّعت الأسهم الصينية، الواقفة في مرمى نيران الحملة التنظيمية الصارمة التي شنتها سلطات بكين، عمليات بيعها الحادة لليوم الثالث على التوالي.
إذ تراجعت أسهم التكنولوجيا والتعليم مرة أخرى، بينما انخفضت أسهم العقارات أيضًا. وخسر سهم" Tencent Holdings Ltd" أكثر من 6٪، بعد أن تخلت ذراع الموسيقى التابعة للشركة عن حقوق البث الحصرية وتعرضت لغرامات. وهبط سهم "ميتوان" بما يصل إلى 15%، وهو أكبر انخفاض له على الإطلاق، بعد أن هبط 14% يوم أمس الاثنين.
وانخفض مؤشر "Hang Seng Tech" بما يصل إلى 5٪، متراجعاً الآن إلى المنطقة السلبية بعد عام واحد بالضبط من إطلاقه لأول مرة. كما تراجع مؤشر Hang Seng الأوسع.
استهداف قطاع التعليم الخاص:
فقد المدرس السابق "لاري تشين"، والذي أصبح أحد أغنى أغنياء العالم، مكانته كملياردير مع قيام الصين بقمع قطاع التعليم الخاص.
هذا وتبلغ قيمة ثروة "تشين"، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة Gaotu Techedu، الآن 336 مليون دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، بعد أن تراجعت أسهم شركته للدروس الخصوصية عبر الإنترنت بنحو الثلثين في تداولات نيويورك يوم الجمعة.
يأتي ذلك، بعد أن أصدرت الصين يوم السبت الماضي، لوائح جديدة تحظر على الشركات التي تدرس المناهج الدراسية جني الأرباح أو زيادة رأس المال أو طرحها للجمهور، والتي تعد أحدث ضربة لـ"تشين"، الذي فقد أكثر من 15 مليار دولار من الثروة.
وخفض وسطاء التجزئة الكبار في هونغ كونغ تمويل الهامش لأسهم التعليم الصينية المتعثرة، حيث عانى المستثمرون من خسائر فادحة.
العقارات هدف جديد:
وضعت الحكومة الصينية قطاع العقارات الخاص نصب عينها في الوقت الحالي، إذ تضررت المعنويات تجاه الأسهم العقارية حينما قررت مجموعة "China Evergrande " بشكل مفاجئ عدم الإعلان عن توزيعات أرباح خاصة، بعد أن شعر المستثمرون بالفزع من الأخبار التي تفيد بأن حذر البنوك وشركات التصنيف يتزايد من المطور المثقل بالديون. وانخفضت أسهم المجموعة بـ 13.6٪.
وتراجع مؤشر "بلومبرغ إنتليجنس" لمطوري العقارات الصينيين بنسبة 2.4٪ اليوم الثلاثاء، بعد انخفاضه بنسبة 5٪ تقريبًا يوم أمس، حيث يخشى المستثمرون من تشديد اللوائح الخاصة بالقطاع.
لذلك فيمكن القول إن الحملة التنظيمية الصينية زعزعت بعض أكثر قطاعات الاقتصاد نشاطًا، بما في ذلك التعليم والتكنولوجيا والعقارات، وذلك في شهر واحد.