كيف يعيش السوريون ضمن الأزمة الاقتصادية؟... دراسة حديثة تكشف معلومات لافتة

نشر مركز السياسات وبحوث العمليات (OPC)، إحصائيات حديثة يرصد فيها الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في دمشق على ثلاثة أقسام: العمل والاستهلاك والإنفاق.

وشملت الدراسة التي عمل عليها المركز 600 مقابلة موزعة على ثلاث مناطق سكنية في دمشق، وهي نهر عيشة (فقير)، الزاهرة (متوسطة الدخل)، وركن الدين (مرتفعة الدخل).

القسم الأول: العمل

كشفت البيانات المنشورة، أن متوسط أسبوع العمل بدوام كامل في دمشق كان 52.5 ساعة، وهو أعلى من المعدل العام في المنطقة وأعلى من المعدل المسموح به بموجب قانون العمل السوري. بينما في عام 2004، كان متوسط ساعات العمل بدوام كامل لسكان عموم سوريا هو 46.2 ساعة في الأسبوع

ويعمل 41.1 في المائة ممن شملتهم المقابلات حوالي 41-60 ساعة في الأسبوع، بينما 24.4 في المائة قالوا إنهم يعملون أكثر من 60 ساعة في الأسبوع. في المقابل، أشارت الأرقام إلى أن عائلات 53% من مجموع العينة المدروسة تعيش تحت خط الفقر.

هذا وتحتفظ الفئة العمرية 26-35 عاما بأعلى نسبة تشغيل عند 77.7 في المائة، تليها الفئة العمرية 36-45 بنسبة 76.5 في المائة.

وتُظهر تقلبات سوق العمل من عام 2011 إلى وقتنا الحالي تحولًا رئيسيا في التوظيف من القطاع الخاص إلى القطاع الحكومي، ودلالةً على ذلك كان لدى 45 في المائة من المستجيبين وظائف في المؤسسات الحكومية والخاصة، بينما ذكر 30.3 في المائة أن مهنتهم الحالية “عامل”، فيما بلغت نسبة المهنيين المستقلين مثل المهندسين والمحامين 23.1 في المائة فقط.

الجدير بالذكر أن بيانات الدراسة تظهر بأن 10.4% من الرجال يمارسون أكثر من عمل في وقت واحد.

القسم الثاني: الدخل

اعترف 70.7 في المائة ممن شملتهم المقابلات بأن أسرهم تعتمد على مصدرين أو ثلاثة مصادر رئيسية للدخل، بينما قال 19.2 في المائة إن أسرهم تعتمد على مصدر دخل واحد فقط.

وكانت نسبة المستجيبين الذين ذكروا أن رواتبهم هي أحد المصادر الرئيسية لدخل الأسرة 64 في المائة فقط (وهو ما يتوافق مع النسبة المئوية للتوظيف العام). وأفاد 25.8 في المائة منهم بأن الحوالات المالية من الأصدقاء والأقارب في الخارج هي مصدر رئيسي للدخل.

بينما بلغت نسبة المستجيبين الذين أفصحوا بأن المساعدات العينية والنقدية التي تقدمها المنظمات الإغاثية مصدر دخل رئيسي 41.8 في المائة.

القسم الثالث: الاستهلاك

من خلال تحليل العلاقة بين الإنفاق الشهري والتغير في استهلاك البيض (كإحدى المواد الأساسية التي يٌعتمَد عليها كبديل غذائي عن اللحوم)، توصلت الدراسة إلى أن ذوي الدخل المنخفض هم الأكثر تأثراً بالتضخم والغلاء. وانخفض استهلاك البيض عام 2020 إلى أقل من نصف ما كان عليه عام 2018 من بين أقل المنفقين.

أما بالنسبة لاستهلاك اللحوم الحمراء، لاحظت الدراسة أن الفئات الأعلى إنفاقاً انخفض استهلاكها لعام 2020 إلى أقل من نصف ما كان عليه عام 2018.

بعيدًا عن الطعام، إذا أردنا الحديث عن حاجات أساسية أخرى كالمحروقات، فيعتبر الديزل وقود التدفئة المنزلي الرئيسي في سوريا، لكن 10 في المائة فقط من المشاركين في الدراسة توقعوا تأمين أكثر من نصف احتياجاتهم من الديزل لفصل الشتاء 2020-2021، بينما قال 35 في المائة إنهم يستطيعون تأمين ربع احتياجاتهم أو أقل، و29.5% أكدوا أنهم غير قادرين على تلبية أي من احتياجاتهم من الديزل خلال موسم الشتاء القادم.

هذا ويمر الاقتصاد السوري حالياً في أسوأ مراحله منذ عام 2011، فقد هبطت الليرة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي في السوق السوداء، ما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات