الخيال العلمي يتحول لحقيقة... أول شركة للسياحة نحو الفضاء تحصل على ترخيص

كشفت وكالات أنباء عالمية عن حصول شركة "Virgin Galactic" على الموافقة التنظيمية لإجراء جولات سياحية نحو الفضاء، مما يدفع هذه الصناعة الناشئة التي كانت تعد خيالًا علميًا خطوة أخرى إلى الأمام. وذلك بعد أن كانت هذه الفكرة مقتصرة على مخططات بعض المليارديرات.

وصرحت شركة "Virgin Galactic" أمس الجمعة في بيانٍ لها، بأن إدارة الطيران الفيدرالية وافقت على ترقية الترخيص الحالي للشركة لتغطية رحلات العملاء، قائلةً إن الموافقة هي الأولى من نوعها. وأكدت الشركة أيضًا أن رحلة تجريبية كانت قد انطلقت في 22 مايو/ أيار حققت أداءً جيدًا مقابل الأهداف.

هذا ويعتقد الخبراء والمراقبون أن هذه الموافقة هي قفزة كبيرة نحو مستقبلٍ كان يعد قبل عدة سنوات خيالًا علميًا، لكن شركة Virgin Galactic، التي أسسها رجل الأعمال ريتشارد برانسون، تعمل بجد على تحقيق هدفها هذا منذ عام 2004. ويخطط منافسه الملياردير "جيف بيزوس" لرحلته الأولى في تموز، بعد بيع مقعد راكب بالمزاد مقابل 28 مليون دولار.

فصل جديد في قصة رحلة الإنسان نحو الفضاء:

اعتبرت إدارة الطيران الفيدرالية بأن ما نشهده حاليًا هو بمثابة بدأ فصل جديد في قصة رحلة الإنسان للفضاء. وأكدت الوكالة أنها "وافقت على أول رخصة تجارية لإطلاق أفراد إلى الفضاء".

يأتي ذلك بينما قفز سهم "Virgin Galactic" بنسبة 15% ليصل إلى 46.24 دولار في الساعة 9:49 صباحًا في نيويورك، بعد أن تقدم بنسبة تصل إلى 23% ليحقق أكبر مكاسب يومية في شهر واحد. واعتبارًا من يوم الخميس، بلغت القيمة السوقية للشركة 9.7 مليار دولار.

وقالت الشركة إن البيانات المأخوذة من الرحلة التجريبية لشهر مايو/أيار، وهي أول عملية إطلاق لصاروخ Virgin Galactic منذ عامين، أكدت أن المثبتات الأفقية وأدوات التحكم في الطيران على VSS Unity قد تمت وفقًا للتنبؤات.

حيث يتم حمل المركبة شبه المدارية التي تعمل بالطاقة الصاروخية بواسطة مركبة أكبر تسمى VMS Eve، ثم يتم إطلاقها. وقد وصلت في تلك التجربة إلى الفضاء على ارتفاع 55.5 ميل. وقالت الشركة إنها ستواصل الاستعداد لثلاث رحلات تجريبية متبقية.

فكرة السفر إلى الفضاء موضع حديث من قبل:

في وقت سابق من العام الماضي، تداولت وسائل إعلامٍ عالمية خبر اعتزام شركة أميركية متخصصة البدء بتنظيم رحلات سياحية إلى الفضاء اعتباراً من العام 2024، وقد اعتقد الناس حينها بأنها ستكون الأولى من نوعها، حيث سيُتاح للمشاركين بها الصعود إلى طبقات الجو العليا بواسطة بالون عملاق والاستمتاع برؤية كوكب الأرض من الخارج، في تجربة فريدة من نوعها.

إذ ستكون الرحلة بواسطة بالون عملاق، أو منطاد كبير، وتهدف إلى السفر خارج الكرة الأرض عبر الصعود إلى الفضاء ومن ثم إتاحة الفرصة للعملاء المحظوظين بالصعود في الرحلة بأن يستمتعوا بمشاهدة المناظر الخلابة لكوكب الأرض وكذلك رؤية الشكل الخارجي لكوكبنا.

أما الشركة القائمة على هذا المشروع فهي "سبيس بيرسبيكتيف" (Space Perspective) وهي شركة أميركية ناشئة وضعت مشروعاً لتنظيم هذا النوع من الرحلات السياحية بشكل سباق، وذلك عبر تطويرها لما سمّته "سفينة الفضاء نبتون"، وهو عبارة عن بالون عملاق أشبه بالمركبة الفضائية.