رجل أعمال سوري يضطر لإغلاق معمله بعد مطالبته بدفع مليارات الليرات كضرائب للدولة
في منشورٍ له على حسابه في فيسبوك، أعلن رجل الأعمال السوري "هشام دهمان" أنه قد قرر إغلاق معمله لصناعة المنتجات البلاستيكية في مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب، بعد مطالبته بدفع مبالغ مالية ضخمة كضرائب لخزينة الدولة.
وقال "دهمان" في تصريحه الذي أثار جدلًا طوال الأيام الماضية، ونقلته وسائل إعلام مقربة من الحكومة، إنهم تحملوا ظروف الحرب الاقتصادية والاجتماعية، والحصار، وتمكنوا من إعمار المصانع التي دمرتها الحرب. وفي النهاية تفاجأ بدخول لجنة التكليف الضريبي إلى معمله في الشيخ نجار وتكليفها له بمبلغ كبير من المال "لا يستوعبه البنك المركزي"، وهو مليارات الليرات السورية.
ثم قال: "من صفحتي أعلن اغلاق هذه المنشأة الصناعية حتى نهاية هذا السنة ليقضي الله امرا كان مفعولا".
وقدم "دهمان"، على الرغم من كل شيء، شكراً للحكومة السورية وشكراً لوزير الصناعة ليعتبر أنه وجد به أملًا "أفشلته هذه اللجنة القادمة بأوامر من وزير المالية".
وقال رئيس غرفة صناعة حلب، "فارس الشهابي"، تعليقاً على ما كتبه "دهمان": "صحيح ان حقوق الخزينة العامة خط أحمر و عريض جداً أيضاً و لكن، التسبب بإغلاق المنشآت المنتجة في هذه الظروف الصعبة أيضاً خط أحمر".
وأضاف أن التسبب بحالة ذعر في المدن والمناطق الصناعية، وقتل الأمر عند أصحاب الأمل، خطوط حمراء، متسائلًا بقوله: "ألم نطالب منذ ٢٠١٣ باعتبارنا مناطق متضررة بحاجة لقوانين تحفيزية خاصة لننهض ونتعافى...؟!، الرعاية قبل الجباية والتحصيل بعد التشغيل يا سادة."
عقلية الجباية في سياسة الحكومة:
يعترض الكثير من المراقبين والخبراء، حتى المقربون من الحكومة منهم، على طريقة الحكومة بالتفكير وسيطرة عقلية الجباية المباشرة عليها و "اعتقادها السطحي" بأن هذه الإجراءات تدعم الاقتصاد الوطني.
ويعتبرون أن هذه العقلية سوف تسهم أكثر بكسر ما تبقى من ثقة المواطن بهذه الحكومة التي مازالت تصر أن الجباية "غير المبررة" هي عامل لدعم الاقتصاد. وعلى هذا المنوال فإن فرض الرسوم والضرائب هو الطريق الأسهل الذي "لا يحتاج أي شطارة"، أما ابتداع الحلول والخطط فهو أمر آخر "غاب عن ذهن كثير من المسؤولين منذ زمانٍ طويل"، على حد وصف بعض من انتقد هذه السياسة.