أهم التوقعات لأسعار الذهب العالمية في شهر حزيران 2021

يمر الذهب، منذ بداية العام الحالي بتقلبات سعرية عديدة، علاوةً على تكبده خسائر ملحوظة في نهاية الربع الأول من العام الجاري. أما في الربع الثاني من العام يبدو أن الأمور تحسنت بعض الشيء، ولكن التقلب لم يغب عن المشهد، فخلال الأسبوع الماضي فقد الذهب 40 دولار بجلسة تداول واحدة.

الذهب لا زال عرضة للخطر:

يظهر على الذهب الآن حساسية شديدة تجاه أي حديث لتشديد السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي، أي لمحة عن تشديد السياسة النقدية ترفع مؤشر الدولار وعوائد السندات وتهوي بالذهب. 

لذا، وحتى الآن، العلاقة بين الذهب والسندات ما زالت عكسية وبقوة، وعلى جميع متداولي الذهب مراقبة أي تغير في عوائد السندات لأنه حتمًا سيؤثر على الذهب بالاتجاه المضاد. 

وعن الصلة بين الذهب وعملة بتكوين، أورد المحلل "فواد رازق زاده"، في مقاله لموقع "Investing.com" عدم وجود أي صلة بين الذهب وبتكوين، ولكن الذهب بالفعل مرتبط بالعوائد والدولار. 

من أين يستمد الذهب قوته؟

يستمد الذهب قوته الحالية من استمرار سياسات التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي. وما يعيق الانطلاق بقوة هو تكهن السوق بعدم قدرة الفيدرالي على مجابهة التضخم المرتفع في ظل تحسن بيانات الاقتصاد الكلي. 

وبالتالي فكلما ظهر على الاقتصاد الكلي هدوء (أي عدم تحسن وتفوق على التوقعات بقوة) يتوقع السوق استمرار التحفيز، وبالتالي يرتفع سعر الذهب في ظل معدل الفائدة المنخفض، والأموال الرخيصة التي تغمر السوق. 

كيف سيكون اتجاه الذهب القادم؟

يقول الخبير "بوب هابيركورن"، إن الاتجاه الصاعد للذهب الذي شهدناه منذ شهر مارس/ آذار يظل صاعدًا دون مساس. 

وقال هابيركورن: "الاتجاه الصاعد مبني على بيانات التوظيف. فالذهب يحاول العودة لارتفاعات شهر آب الماضي 2020. وأرى الذهب صاعد حتى 1,920 دولار للأونصة خلال الأسبوع المقبل." "ما قد يعيق تقدم الذهب هو أحاديث رؤساء الفيدرالي وإشارة أي منهم لتشديد السياسة النقدية." 

بينما يقول الخبير "بيرت ميليك"، إن الذهب يتحرك بنطاق بين 1,855 دولار و1,935 دولار للأونصة، وربما يصل خلال الأسبوع المقبل لحوالي 1,920 دولار للأونصة. 

في اتجاهٍ آخر يرى خبير المعادن الثمينة "إيثيريت ميلمان"، أنه مع اقتراب موعد اجتماع لجنة السوق المفتوح التابعة للاحتياطي الفيدرالي خلال أسبوعين من الآن، لن يتحرك الذهب بقوة، وربما يظل بنطاق 1,870 و1,890 دولار للأونصة الأسبوع المقبل. 

ماذا تنتظر أسواق الذهب؟

في السادس عشر من الشهر الجاري ينتظر السوق قرار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، والبيان الصادر بعده من رئيس الاحتياطي الفيدرالي.  وكالعادة يعتمد السوق على ما يقوله الفيدرالي، ولكن الفيدرالي يريد عودة الاقتصاد للتوظيف الكامل قبل اتخاذ أي قرار.

واتخذ الفيدرالي الأسبوع الماضي قرارًا ببيع سندات الشركات التي اشتراها خلال وباء كورونا العام الماضي، لكن برنامج شراء السندات بـ 120 مليار دولار يظل دون مساس. 

وباعتماد كل من: الذهب والدولار والسندات على بيانات التضخم وبيانات الاقتصاد الكلي، ينتظر السوق الأسبوع المقبل أرقام مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة.

تخرج تلك الأرقام يوم الخميس المقبل، ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع التضخم، فتشير توقعات محللين أجرى "Investing.com " مسحًا لهم ارتفاع التضخم على أساس سنوي بـ 4.8%، وخلال الشهر الماضي كان التضخم عند أعلى المستويات منذ 2008، عندما وصل سعر النفط الخام لـ 146 دولار للبرميل.