في سوريا... صرّافان آليان فقط يخدمان مدينة بأكملها

مشاكل الصرافات الآلية (ATM) ليست بالأمر الجديد بالنسبة للسوريين، فهذه الأجهزة على أهميتها وشدة الحاج إليها، إلا أنها في الغالب مفقودة أو متعطلة أو خالية من النقود، فعدد الصرافات التي تعمل بشكل صحيح في المدينة الواحدة قد لا يتجاوز أصابع اليد.

في كامل مدينة دير الزور... صرافان فقط ضمن الخدمة:

كشف "عمار حاج عبيد"، مدير المصرف المركزي بديرالزور، أن من أبرز المشاكل التي تعاني منها المدينة هي فقدان عدد كبير من الصرافات الآلية، إذ لم يبقَ سوى أربعة صرافات آلية في محافظة ديرالزور بأكملها.

وأوضح "الحاج عبيد"، أنه "يوجد صرافان فقط يعملان في المصرف العقاري أوقات الدوام كونها موجودة داخل بناء المصرف، وصرافان آخران يتبعان للمصرف التجاري ويتعرضان بشكل مستمر للأعطال بسبب الضغط المستمر عليهما".

ولفت المدير في تصريحه لـ "تلفزيون الخبر" إلى أنه "يوجد في محافظة دير الزور ٧٠٠٠ بطاقة مدنية و٧٥٠٠ بطاقة عسكرية، أي أننا نقوم في الشهر بما يقارب ٢٢٠٠٠ عملية سحب بصرافين فقط".

وأردف "هذا من أهم الأسباب التي تجعلها تتعرض للأعطال في معظم الأوقات وتخرج عن الخدمة ريثما يتم اجراء عمليات الصيانة اللازمة لتشغيلها”.

وأكد "الحاج عبيد" أن "الصرافين الآليين الموجودين في المصرف التجاري أحدهما يعمل داخل المصرف فقط أثناء ساعات الدوام والصراف الثاني كونه خارجي يعمل خلال ساعات الوصل الكهربائي خلال اليوم". وأردف "لكن نتيجة كثرة الانقطاعات في التيار الكهربائي تنقطع عنه الشبكة وبالتالي يضطر مدير المصرف في اليوم التالي بالتواصل مع الاتصالات من أجل تفعيل البرنامج الخاص بالصرافات من جديد".

إذ بيّن "الحاج عبيد" أن المدينة "تعاني أيضاً من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن مجمع المصرف العقاري مايجعله يتوقف عن العمل في فترة الانقطاع".

المشكلة لا تقتصر على محافظة دير الزور:

عند تناول المشكلة قبل عدة أشهر، قال مدير الدفع الإلكتروني في البنك العقاري السوري "المهندس سامر سليمان" في تصريحات لصحيفة "الوطن"، إن الحاجة الحقيقية لسوريا من الصرافات الآلية هي 5 آلاف صراف على الأقل وليس على الأكثر، وأشار إلى أن حاجة دمشق وريفها فقط لا تقل عن 2000 صراف، بينما هي في عموم سوريا لا تتجاوز 700 ومعظمها خارج الخدمة.

وأضاف مدير الدفع الإلكتروني في البنك العقاري: إن "العدو الأول لعمل الصرافات الآلية هو انقطاع الكهرباء.. المشكلة في الكهرباء وليست الصرافات، رغم نقص عددها، لأنهم لا يستطيعون تشغيل الصراف بدون كهرباء".

ومن أبرز مشاكل الصرافات في سوريا، بالإضافة إلى قلتها وتعطلها وتوقف خدمتها، نفاد النقود منها، وبالتالي عدم توفر الخدمة التي وضع الصرّاف لأجلها.

ويبرر مدير الدفع الإلكتروني في البنك العقاري السوري ذلك، بأنه بسبب عدم وجود كوادر بشرية لتزويد الصرافات بالنقود، حيث يقع على عاتق كل موظف متخصص بهذه الخدمة تزويد 5 صرافات باليوم، وتستهلك كل عملية ساعة من الوقت، ولا يضم كل فرع للبنك سوى موظف واحد أو اثنين في أحسن تقدير، بينما يجب أن يكونوا 6 موظفي تغذية نقدية على الأقل.